عبرت حركة النهضة في بيان لها أمس الخميس 16 ماي 2024، عن انشغالها لما آلت إليه الحياة السياسية في بلادنا من تجاوزات وانسداد آفاق وتضييق على الحريات ودوس على الحقوق وتفاقم ظاهرة الاعتقالات والمحاكمات ومحاصرة الإعلام والأحزاب والجمعيات والمجتمع المدني عامة.
وشددت حركة النهضة على أن التطورات الخطيرة والتجاوزات المسجلة مؤخرا تؤكد استفحال الأزمة التي ضربت المرفق القضائي، يضاف إليها ما شهده قطاع المحاماة بسبب الخطوات التصعيدية من السلطة على إثر اعتصام العميد شوقي الطبيب وسنية الدهماني بدار المحامي وإيقاف الإعلاميين برهان بسيس ومراد الزغيدي ،بعد أن ضربت السلطة مبدأ المحاكمة العادلة وقرينة البراءة وصار إيداع النشطاء والسياسيين يتم بصفة شبه آلية مع استهانة تامّة بالإجراءات وتجاوزات بالجملة لها.
هذا وأدانت النهضة بقوّة وبشكل مبدئي اقتحام دار المحامي واعتقال محامين باستعمال العنف الشديد والتعذيب تجاه مهدي زقروبة ممّا يمثّل سابقة خطيرة وخطوة تصعيدية لفرض إرادة السلطة التنفيذية، في اعتداء صارخ على حقوق الإنسان والذات البشرية، وتجاوز خطير للقانون والمواثيق الدولية مشددة على أن المحاماة واحدة من أهمّ قلاع النضال والدفاع عن الحريات العامة والفردية وإحدى ركائز مرفق العدالة ومصدر أمان للمواطن يمنع هضم حقوقه.
وعبرت النهضة عن تضامنها مع مهدي زقروبة وسنية الدهماني ونضال الصالحي ومع الإعلاميين برهان بسيس ومراد الزغيدي مطالبة بالإفراج عنهم وعن باقي المعتقلين من سجناء الرأي والمساجين السياسيين .
كما اعتبرت بأن الوضع الاقتصادي العام في البلاد ينذر بمزيد تعمّق الأزمة وتهديد موارد الدولة معتبرة أن مواصلة خيار التقشف من خلال الضغط على الواردات وخاصة واردات المواد الأولية ونصف المصنعة سيؤدي بالضرورة إلى تراجع النمو الاقتصادي والزيادة في معدلات البطالة وتقلص موارد المالية العمومية مما سيدفع البلاد اضطرارا إلى مزيد التداين الداخلي والخارجي لتدارك النقص في الموارد الذاتية، كما ستضطر بلادنا إلى مزيد التقشف على مستوى نفقات التنمية، وهذا الخيار فيه تغليب للمصالح الآنية وتضحية بمصالح الأجيال القادمة من خلال اعتماد خيارات من آثارها الوخيمة على المدى المتوسط والبعيد التراجع الفادح في نسبة النمو ونسف أسس المنظومة الاقتصادية الوطنية.
ومن جهة أخرى، جددت النهضة التعبير عن التضامن التام مع أهلنا في غزة ومع المقاو،مة الفلسطينية الباسلة والتنديد بالعدوان الصهيو،ني وجرائمه الوحشية ضد النساء والأطفال والمدنيّين، داعية كل قوى الحرية في العالم للضغط من أجل وقف الجرائم التي ترتكب في حقّ شعبنا في غزة.