وأكد رئيس الجمهورية خلال لقاء جمعه بعدد من الوزراء هميّة إصلاح التربية والتعليم، مشيرا إلى أنّه ليس من قبيل الصدفة على الإطلاق أن يكون تمّ التنصيص في الدستور على إنشاء المجلس الأعلى للتربية والتعليم. فهذا الإختيار الذي أقرّه الشعب نابع من القناعة الراسخة بأنّ من بين أهمّ الإصلاحات بل من أهمّ الجبهات في معركة التحرّر الوطني جبهة التربية والتعليم.
وذكّر سعيد بعديد المحطّات التي شهدتها تونس لإصلاح التعليم منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مشيرا إلى أن لا مستقبل لشعب إلا بتربية وتعليم وطنيين يتوفّران للجميع على قدم المساواة.
وشدّد على أن لإصلاح لا يُمكن أن يكون ناجحا وفي مستوى انتظارات الشعب التونسي إلا إذا كان شاملا لكلّ مراحل التعليم ولا يُمكن فصل مرحلة دون أخرى كما حصل في السابق.
وأشار رئيس الدولة إلى أن عديد الخيارات أدّت لا فقط إلى ضحايا يقتضي الواجب إيجاد حلول لهم تضع حدّا لمعاناتهم، بل أدّت أيضا إلى فوارق تقتضي ثورة التصحيح القضاء عليها.
وأكّد ضرورة العمل منذ الآن على أن تكون الخيارات منسجمة مع هذا المسار التصحيحي لأن عديدة هي الخيارات التي لا تتنزّل فيه.
كما شدّد رئيس الجمهورية على أن الأمر لا يتّصل فقط بالتلقّي في سائر المؤسسات والاستعدادات للامتحانات بل بمنظومة متكاملة تتعلّق خاصة بالأنشطة داخل مؤسسات التربية والتعليم من دُور ثقافة ودُور شباب تزرع بذور الفكر الحرّ وتُمهّد لسُبل الإبداع. فالفكر الوطني الحرّ هو المقدّمة لكلّ إبداع والتونسيون والتونسيات قادرون وقادرات على ذلك متى توفّرت الظروف والإرادة الثابتة من أجل توفيرها للناشئة ولمن يتولى الإحاطة بهم في سائر المؤسسات.
يذكر أن الاجتماع ضمّ كلا من السادة نور الدين النوري وزير التربية ومنذر بلعيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي ورياض شوّد وزير التشغيل والتكوين المهني والصادق المورالي وزير الشباب والرياضة وأحمد البوهالي وزير الشؤون الدينية والسيّدتين أسماء الجابري وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ وأمينة الصرارفي وزيرة الشؤون الثقافية.
وكان رئيس المجلس الوطني للجهات والأقاليم عماد الدربالي قد شدد على الانخراط الكامل في إنجاح المشروع الوطني لإصلاح التعليم، الذي أطلقه رئيس الجمهورية، والذي يقوم على أسس شعبية وديمقراطية ووطنية، تُؤمّن لتونس السيادة العلمية، وتصون كفاءاتها، وتكرّس مبدأ تكافؤ الفرص، وتدعم مبدأ الانتماء للمؤسسات الجامعية والبحثية التونسية ولعل أول لبناته إرساء المجلس الأعلى للتربية والتعليم.