وأسدى رئيس الجمهورية تعليماته باتّخاذ إجراءات عاجلة بالتنسيق مع كلّ الإدارات المعنيّة لوضع حدّ للاعتداء السّافر المتواصل منذ سنوات على البيئة وحماية الشريط الساحلي في كلّ مناطق الجمهورية في انتظار وضع استراتيجية جديدة تقضي نهائيا على إهدار المال العام وعلى كلّ أشكال ومصادر التلوّث البيئي.
وكان منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، قد طالب بإعلان حالة طوارئ بيئية متبوعة بإجراءات عاجلة ومتوسطة وبعيدة المدى، لإنقاذ المنظومات البيئية ومنظومات الإنتاج في خليج المنستير.
ويأتي ذلك على خلفية معاناة سكان مدينة قصيبة المديوني جراء السكب العشوائي للمياه المستعملة من قبل الديوان الوطني للتطهير على مستوى محطة صيادة-لمطة-بوحجر، وانبعاث الروائح الكريهة، فضلا عن نفوق العديد من أنواع الكائنات البحرية (أسماك، سلطعون، وعديد الأنواع الأخرى) وتغير لون البحر نحو الإصفرار، وفق البيان الصادر عن المنتدى.
كما أكد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية مكتب القيروان، انتشار كثيف لغبار الإسمنت المنبعث من معمل سوتاسيب للإسمنت المنتصب بمنطقة الرويسات من معتمدية الشبيكة ، ولاية القيروان في الآونة الأخيرة، وقد وقع توثيق ذلك عبر مقطع فيديو من طرف أحد متساكني الجهة ، و في ذلك استمرار للانتهاكات البيئية الجسيمة بالمنطقة.
ويعد هذا الغبار أحد أبرز أشكال التّلوث الهوائي الصناعي الناتج عن نشاط المعمل الذي يستخدم فحم الكوك البترولي المصنف من المواد الخطرة كوقود مما يفاقم من الأضرار الصحية والبيئية على السكان والمحيط إذ يتسبب غبار الأسمنت في تهيج للجلد والعينين و الجهاز التنفسي إضافة إلى أمراض الربو والتهاب الشعب الهوائية و يؤدي استنشاق غبار السيليكا الموجود في الأسمنت إلى الإصابة بالسحار السيليسي ” Silicosis” وهو مرض رئوي خطير ، كما يساهم كذلك غبار الأسمنت في تلوث الهواء والماء والتربة ويؤثر سلبا على النبات والحيوان والإنسان.
كما تعاني عديد المناطق في مختلف الجمهورية من التلوث البيئي وسط تزايد الإصابات بالأمراض ونفوق عدد كبير من الحيوانات البحرية.
