ويعد هذا الغبار أحد أبرز أشكال التّلوث الهوائي الصناعي الناتج عن نشاط المعمل الذي يستخدم فحم الكوك البترولي المصنف من المواد الخطرة كوقود مما يفاقم من الأضرار الصحية والبيئية على السكان والمحيط إذ يتسبب غبار الأسمنت في تهيج للجلد والعينين و الجهاز التنفسي إضافة إلى أمراض الربو والتهاب الشعب الهوائية و يؤدي استنشاق غبار السيليكا الموجود في الأسمنت إلى الإصابة بالسحار السيليسي ” Silicosis” وهو مرض رئوي خطير ، كما يساهم كذلك غبار الأسمنت في تلوث الهواء والماء والتربة ويؤثر سلبا على النبات والحيوان والإنسان.
وحمل المنتدى، في بيان له، معمل سوتاسيب للإسمنت و مصالح وزارة البيئة والصناعة والمناجم والطاقة المسؤولية الكاملة لما آل إليه الوضع البيئي المتأزم بالمنطقة معتبرا أن هذا التلوث الناجم عن عمل معمل الاسمنت يمثل تعديا صارخا على حق الأهالي في بيئة سليمة ونظيفة و انعداما لاحترام المعايير البيئية مما يساهم في تدهور المنظومة البيئية بصفة عامة.
وأشار الى أنه نبه في العديد من المرات إلى الانتهاكات البيئية الخطرة الناجمة عن معمل سوتاسيب للإسمنت مطالبا بضرورة مراقبة أنشطة هذا المعمل ومدى تأثيرها على الجانب البيئي في المنطقة ،خاصة وأنها منطقة ذات صبغة فلاحية ، إلا انه لم تحض هذه المطالب بالعناية اللازمة من قبل السلطات المحلية و الجهوية وقد جوبهت بالرفض واللامبالاة.
وشدد المنتدى على إنّ ما يحصل في منطقة الرويسات يعد خرقا واضحا للدستور الذي ينص الفصل 47 منه على ضمان الدولة للحق في بيئة سليمة ومتوازنة والمساهمة في سلامة المناخ وعليها توفير الوسائل الكفيلة بالقضاء على التلوث البيئي ، وانتهاكا صريحا للقوانين البيئية وعلى رأسها القانون عدد 34 لسنة 2007 المؤرخ في 04 جوان 2007 المتعلق بنوعية الهواء.
ودعا المنتدى إلى نشر قياسات الانبعاث الملوثة و مؤشرات التأثير البيئي على جودة الهواء والماء والتربة و الإجراءات المتخذة لسلامة وصحة الأهالي مطالبا بالتوقف الفوري عن استعمال مادة الكوك البترولي لما لها من تأثيرات مدمّرة على صحة الإنسان والتربة والهواء وتعويضها ببديل يكون أقل إضرار بالبيئة والصحة.
كما أكد مساندته لكل النضالات السلمية من اجل تحقيق العدالة البيئية والاجتماعية وتكريس منوال تنموي يحترم البيئة ويراعي خصوصيات المنطقة .


أخبار ذات صلة: