راشد الغنوشي: أخشى على نفسي و على تونس من هذه المنظومة

‏ و أضاف الغنوشي أنه و منذ "إنقلاب 25 جويلية" وهم يتربصون به ويعملون على تشويهه وعائلته وتلفيق ‏التهم الباطلة له، و إعتبرها تُهَمٌ كيدية و لا أساس لها من الصحة في الحقيقة والواقع، و"تندرج هذه ‏التهم اليوم في إطار تمرير مشروع دستور يكرس الانقلاب والإستبداد والحكم الفرد ‏المطلق وضرب قيم الجمهورية ومكاسبها ومزيد الزج بالبلاد في أزمة شاملة وعميقة ‏وعزلة في العالم."‏

7 دقيقة

في كلمة له j;î للرأي العام يوم أمس الثلاثاء، قال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة أنه حضر إنتصارا ‏لنضال القضاة الشرفاء من أجل إستقلال القضاء وإحترام هياكله ورفض كل مساعي ‏الضغط عليه وتوظيفه ومعاقبة القضاة بعزلهم أو تشويههم من طرف قيس سعيد و وزارته و “أنصاره المنفلتين”.‏

‏ و أضاف الغنوشي أنه و منذ “إنقلاب 25 جويلية” وهم يتربصون به ويعملون على تشويهه وعائلته وتلفيق ‏التهم الباطلة له، و إعتبرها تُهَمٌ كيدية و لا أساس لها من الصحة في الحقيقة والواقع، و”تندرج هذه ‏التهم اليوم في إطار تمرير مشروع دستور يكرس الانقلاب والإستبداد والحكم الفرد ‏المطلق وضرب قيم الجمهورية ومكاسبها ومزيد الزج بالبلاد في أزمة شاملة وعميقة ‏وعزلة في العالم.”‏

‏و عبر الغنوشي عن فخره لأنه كان أكثر من نظّر “للوسطية والاعتدال الفكري والسياسي”، ونظر “للديمقراطية ‏الإسلامية وللإسلام الديمقراطي “مقابل أطروحات التخلف والغلو والعنف أو الارهاب أو ‏الإقصاء أو انتهاك الحريات”. و قال أنه فعل ذلك ومازل منذ أكثر من خمسين سنة، و ان كتبه ‏ومقالاته ومواقفه شاهدة، وذلك واجب الدين والوطن.‏

‏هذا و شدد الغنوشي أن حركة النهضة التونسية في طريق الديمقراطية والإعتدال والبحث عن ‏التوافق والتعاون، وإحترام مؤسسات الدولة وقوانينها، والتعاون مع كل من يحترم ‏الديمقراطية لتجعل من قيمة الحرية والديمقراطية في أعلى سلم قيمها وإهتمامها ‏وتضحياتها وتنازلاتها عند الإقتضاء.‏

‏و قال رئيس حركة النهضة إنه وإذا كانت تونس – من بين دول عربية شقيقة كثيرة جرت فيها ثورات في نفس الوقت – ‏فقد إستمرت عشر سنوات في الديمقراطية رغم كل محاولات “الإرتداد والإنقلاب عليها”، ‏و إنه إذا كانت هذه الديمقراطية الناشئة مازالت صامدة وتناضل ضد الانقلاب عليها بينما ‏إنتكست في أغلب تلك البلدان، فإن ذلك لدليل على حجم التضحيات التي قدمها الشعب ‏التونسي وقواه الأساسية ومنها حركة النهضة بحكمة تصرفها وحمايتها الدائمة ‏للديمقراطية طوال هذه العشرية، وإحباطها لكل محاولات الإلتفاف عليها منذ الثورة الى ‏اليوم بما في ذلك بعد “الإنقلاب الغاشم “في 25 جويلية 2021 وفق تعبيره.

‏هذا و إعترف الغنوسي أنه و مما لا شك فيه توجود هناك أخطاء في “هذه الملحمة التونسية”، وكثيرون يتحملون المسؤولية ‏ومنها النهضة ولكن ليس وحدها كما يحاول البعض الإيهام بذلك وتزوير التاريخ والواقع، و أن أهم الأخطاء هي ضعف المنجز الاقتصادي. لكن ذلك “لا يلغي ما تحقق في العشرية ولا ‏يبرر وصفها بعشرية الخراب” وفق ما قال.‏

‏و اضاف أنه متأكد أن هناك مقارنة موضوعية وعلمية ومرتكزة على الأرقام بين هذه العشرية وسابقاتها ‏ستكون لصالح هذه العشرية في كل ما يتعلق بالزيادة في الأجور والتقريب بينها، وفي ‏العناية بالفقراء وزيادة منحهم، وفي مدّ الطرقات والمسالك الريفية وتعبيدها، وفي السكن ‏الإجتماعي وفي التنوير والربط بالماء الصالح للشراب، و في تسوية أوضاع العمل الهش ‏لعشرات الالاف في مختلف المجالات وفي توسيع التغطية الصحية هذا فضلا على ضمان حريات التعبير والتنظم والصحافة ‏والاحتجاج واحترام الديمقراطية التي ارتفعت إلى مستوى أعرق الديمقراطيات الخ، و أضاف أن تونس لن تتمكن في تحقيق النمو الموعود والمأمول بسبب نقص الاستقرار وكثرة الضغوط ‏وحتى الاحتجاجات، وهي أسباب أخرت إنجاز الاصلاحات المستوجبة..

و أكد الغنوشي إستمرار المحاولات وتتنوع الأساليب لإستهداف حركة النهضة ورموزها في محاولات ‏دؤوبة لا تفتر لربطها بالإرهاب والتآمر على البلاد، ولتحولها من حالة سياسية يتعاطى ‏معها بالديمقراطية إلى ملف أمني وقضائي. وهذه اليوم إحداها. و شدد أنه “كل ما عجزوا عن هزم الحركة ‏عبر صندوق الاقتراع كل ما تم اللجوء إلى محاولة توظيف القضاء والأمن وبعض وسائل الإعلام لضربها. ‏وعادة ما يأتي ذلك والبلاد تستشرف محطة سياسية مثل الاستفتاء الذي رفضوه، و مثل الانتخابات التي يعدّ لها في غيابهم و الذي عوقبت النهضة من أجله. و أضاف ” أنهم لن يفلحوا ولكنهم بذلك ‏يدمرون الديمقراطية ومؤسسات النظام الجمهوري ويعمقون أزمة البلاد وعزلتها ويدفعون ‏بها الى التناحر والفقر والفوضى، إلى المجهول”.‏

‏و صرح الغموشي أنه قد حُوكِم بتهم سياسية وسجن في عهدي بورقيبة وبن علي وحكم عله بالإعدام من ‏أجل قيادته لحزب سياسي و قد رفضوا الاعتراف بحقه في الوجود وأصروا على إعتباره ‏وغيره من الأحزاب قضية أمنية لا قضية سياسية كما هي الحقيقة. و “صبرت النهضة ‏ورجالها ونساؤها وتحملت من الظلم ما تعلمون وما لا تعلمون حتى تحررت الثورة البلاد ‏من الظلم والقهر”. و اكد “نيتهم اليوم محاكمته بتهم حق عام، مضيفا أنه أفنى عمره في الكفاح ‏من أجل دولة قانون عادل ومؤسسات ممثلة للشعب لا منصبة عليه”، و أنه قد صرح ‏بممتلكاته أكثر من مرة بكل شفافية ولكنهم “لا يتوقفون عن تعمد التشويه والإفتراء، وهذا ‏من أبشع أنواع الظلم” وفق تعبيره.‏

هذا و الغنوشي على خشيته عن نفسه “من صنيعهم المشين”، و على تونس ومكاسبها وعلى حقوق المواطن السياسية الاقتصادية ‏والاجتماعية فيها، من ضياع عمرها وجهدها في تآكل داخلي وإنقسامات ‏مهلكة، تتغذّى يوميا من خطابات الكراهية والشحن والشيطنة للمختلف، بما يسيء إلى ‏صورة بلدنا ويطرد العصافير من شجرتها ولا يستبقي لها صديقا”.‏

هذا و قد و أضاف أنه مطمئن في سنه هذه وبعد كل تاريخي الفكري والسياسي و التنظيمي و ‏لا يخشى ما يبيتونه له، كما أنه لا يخشى على حركة النهضة “مادامت تدافع عن قضايا ‏وطنية صحيحة ومنحازة للقيم الحرية والديمقراطية والإسلام المعتدل ومصالح البلاد، ‏وما دامت تسعى للتجدد والإصلاح والتطوير”. و أن لا مستقبل يليق بتونس والتونسيين إلا في احترام الحرية والديمقراطية ومؤسساتها ‏الشرعية، والتركيز على الأولويات الاقتصادية والتنموية وإنجاز الإصلاحات الضرورية ‏وإحترام حياد الإدارة والجيش والأمن وإستقلال القضاء، و “تثمين قيم العمل والبذل ‏وإحترام قيم العيش المشترك ونبذ الكراهية والعنف، كما فعلت كل الأمم التي سبقتنا في ‏طريق التحرر والتقدم” .وأنه وحركة النهضة وأعون بهذا وملتزمون بمواصلة النضال من ‏أجل تحقيقه وبالتعاون مع كل المؤمنين بدولة مدنية ديمقراطية في خدمة شعبها، ‏ومستعدون لتقديم التضحيات او التنازلات من أجل ذلك .‏

‏مضيفا انه يثمن جهود المحامين الذين يستميتون في ‏الدفاع عن المضطهدين، و على هذا النضال الموصول الذي عرفناه في كل ‏أجيال المحاماة التونسية، و جهود الاعلاميين الذين ينهضون بهذا القطاع الهام في الارتقاء بالوعي ونشر الحقيقة ‏وحماية حرية التعبير والصحافة باعتبارها رسالة نبيلة وحيوية لبناء مجتمع ديمقراطي.‏

تنويه

بمشاركة

لا يوجد مساهمين

مقالات مشابهة​