يؤدي رئيس الحكومة التونسية أحمد الحشاني زيارة عمل إلى كوريا بداية من اليوم الإثنين 3 جوان 2024 إلى يوم الخميس 6 جوان، وفق بلاغ لرئاسة الحكومة.
ويترأّس الحشاني خلال هذه الزيارة، بتكليف من رئيس الجمهورية قيس سعيد، الوفد التونسي المشارك في أول قمة كورية – أفريقية، والتي تنعقد تحت شعار “المستقبل الذى نصنعه معًا: النمو المشترك والاستدامة والتضامن”، وتحتضنها العاصمة الكورية سيول.
وتهدف هذه القمة إلى تعزيز التعاون مع القارة الأفريقية، وتوطيد الروابط السياسية والاقتصادية بين البلدان الإفريقية وكوريا، خاصة في مجالات البنية التحتية، والطاقات المتجددة، والرقمنة، وفق نص البلاغ.
ويرافق رئيس الحكومة خلال هذه الزيارة وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار، ووزيرة الإقتصاد والتخطيط فريال الورغي السبعي.
يُذكر أنه سيجتمع في هذه القمة قادة من 25 دولة من أصل 48 دولة مشاركة، وفق ما نقلته وكالة يونهاب الكورية.
وقالت وزارة الخارجية في سيئول إن كوريا الجنوبية وأكثر من 40 دولة أفريقية عقدت اجتماعا، أمس الأحد، لوزراء الخارجية لمناقشة التعاون، قبل قمة القادة التي تنعقد يومي الثلاثاء والأربعاء.
وترأس المحادثات وزير الخارجية الكوري “جو تيه-يول” ونظيره الموريتاني “محمد سالم ولد مرزوق”، وهو الرئيس الدوري الحالي للاتحاد الأفريقي والمشارك في استضافة القمة.
وشدد الوزير الكوري على أن كوريا الجنوبية وأفريقيا “شريكتان” من أجل الحاضر والمستقبل، واصفا أفريقيا بأنها منطقة ذات “إمكانات نمو كبيرة”.
وأضاف “كوريا وأفريقيا شريكتان يمكنهما التواصل بصدق وتبادل الخبرات والدروس القيمة، لأنه ليس بيننا تاريخ من الاستعمار والاستعباد”.
وتجدر الإشارة إلى أن كوريا الجنوبية دعت إلى تعزيز التعاون مع أفريقيا في 7 مجالات، وهي التجارة والاستثمار والاستجابة للتحديات العالمية والبنية التحتية المستدامة والتدريب المهني والتعليم والتحول الرقمي والعلوم والتكنولوجيا والتفاهم المتبادل وتعزيز التبادلات والسلام والأمن.
وذكر المكتب الرئاسي الكوري الجنوبي، أن الرئيس يون سيوك-يول” سيجري اليوم الإثنين، سلسلة من الاجتماعات مع زعماء 10 دول أفريقية لمناقشة سبل توسيع التعاون.
ويأمل الرئيس “يول” في وضع الأساس لتعاون شامل مع الدول الأفريقية، بما في ذلك تبادل المعلومات المتعلقة بالمعادن الحيوية، والتعاون التكنولوجي، والاستكشاف المشترك، وفق ما ذكرته وكالة يونهاب الكورية الجنوبية.
التطور التاريخي للعلاقات الكورية الأفريقية
وتعود جذور العلاقات الكورية الأفريقية إلى فترة الحرب الكورية في خمسينات القرن الماضي، حيث تلقت كوريا الدعم من بعض الدول الأفريقية مثل نشر أثيوبيا حرسها الملكي وقامت جنوب أفريقيا بإرسال أسراب من قواتها الجوية في حين قدمت كل من مصر وليبيريا الدعم اللوجستي.
وشهدت العلاقات بين الطرفين تطورا في التسعينات وتحديدا بعد نهاية الحرب الباردة، حيث عزّزت كوريا مشاركتها الديبلوماسية في أفريقيا بشكل كبير، من خلال انضمامها إلى الأمم المتحدة وتأسيس الوكالة الكورية للتعاون الدولي سنة 1991، والتي كانت بمثابة علامة فارقة حاسمة فى تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين كوريا وأفريقيا.
وجدير بالذكر أنه في العام 2006، أعلنت كوريا التزامها بتقاسم خبراتها التنموية مع أفريقيا من خلال إطلاق “المبادرة الكورية لتنمية أفريقيا”، كما تم في نفس السنة إطلاق المؤتمر الوزاري للتعاون الاقتصادي الكوري الأفريقي (KOAFEC) والمنتدى الكوري الأفريقي (KOAF)، والذي كان بمثابة منصات رئيسية للتعاون مع أفريقيا.
واستمرت العلاقة بين كوريا والدول الأفريقية في التوسّع، إلى أن أعلنت كوريا في 23 نوفمبر 2022 عن استضافة القمة الكورية الأفريقية 2024، ما يعكس رغبتها في توسيع التعاون مع إفريقيا.