تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة مقطع فيديو للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يصرّح فيه بمساندة الجزائر لتونس باعتبارها دولة شقيقة وأن من يهدد أمن تونس سيجدنا أمامه.
وروّج متداولو هذا المقطع على أنه ردّ من الرئيس الجزائري على تصريحات النائب الأمريكي جو ويلسون التي وصف فيها تونس بأنها “دولة بوليسية” وأن الرئيس قيس سعيد “دكتاتور” زج بمعارضيه في السجون، داعيا إلى رفع المساعدات عنها وفرض عقوبات عليها.
ولاحظنا انتشار هذا المقطع على موقع التواصل الاجتماعي تيك توك
كما تم أيضا تداوله على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك
وللتحقق من صحة الفيديو قمنا بالبحث على موقع google باستعمال الكلمات المفاتيح التي وردت في المقطع المتداول فوجدنا بعض المواقع الإخبارية التونسية التي نشرت مقالات بالمحتوى نفسه لكن تاريخها يعود إلى أكتوبر 2021.
واصلنا البحث في المواقع الإعلامية الجزائرية فعثرنا على مقال منشور بوكالة الأنباء الجزائرية بعنوان “الرئيس تبون: من يهدد أمن تونس سيجد الجزائر بالمرصاد”. ويُشير المقال إلى أن الرئيس الجزائري قال خلال لقائه الدوري مع ممثلي الصحافة الوطنية “الذي يمس تونس يمسنا، إننا نُحرّم على أنفسنا التدخل في أمور تونس الداخلية، ومن يهدد أمنها سيجدنا بالمرصاد”, وأن “الجزائر لا تقبل الضغط على تونس من قبل أطراف خارجية”، لكن هذا المقال نُشر بتاريخ 10 أكتوبر 2021.
وللتدقيق أكثر من مدى صحة مقطع الفيديو المُتداول، قمنا بإجراء بحث باستعمال الكلمات المفاتيح التالية “اللقاء الدوري مع ممثلي الصحافة الوطنية، الرئيس الجزائري، أكتوبر 2021″، وتمكّنا من العثور على اللقاء الكامل الذي تمت الإشارة له في المقالات التي وجدناها.
وبمشاهدة الحوار الكامل الموجود على قناة يوتيوب بإسم Elbilad TV قال الرئيس تبون في الدقيقة 01:07:33 “إلي يهدد أمن تونس رانا هنا”، وهي الجملة نفسها التي تم تداولها في الأيام الأخيرة.
ولنتأكد أكثر من أن المقطع المُتداول مقتطف من اللقاء الكامل الذي سبق ذكره قمنا بإجراء مقارنة بينهما على مستوى الديكور الموجود ولباس الرئيس الجزائري، فوجدنا أنهما متطابقان.
وبالتالي يتبيّن أن الفيديو المتداول للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على أنه ردّ على تصريحات النائب الأمريكي جو ويلسون عن تونس مضلّل، فهو تصريح قديم يعود إلى أكتوبر 2021.
المزيد:
على خلفية تصريحاته عن تونس.. فاطمة المسدي تطالب النائب الأمريكي بالاعتذار