مجدي الكرباعي: تباين في سرد مضامين زيارة ميلوني إلى تونس

قال الناشط السياسي، مجدي الكرباعي، اليوم الجمعة 01 أوت 2025، إنه بالإطلاع على الصحف الايطالية وما تناولته بخصوص زيارة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني إلى تونس أمس الخميس، يبرز تركيز شبه كلي على ملف الهجرة حيث يتم تسليط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه تونس في الحد من انطلاق قوارب الهجرة غير النظامية نحو السواحل الإيطالية مع الإشارة إلى تراجع كبير في أعداد الوافدين مقارنة بالسنوات الماضية.

3 دقيقة

وأضاف الكرباعي في تدوينة نشرها عبر حسابه الخاص على الفايسبوك أنه “تم التطرق كذلك إلى مشاريع التعاون في إطار “خطة ماتّي” (Piano Mattei)، وخاصة برنامج “تاندم” (Tandem) الهادف إلى مواجهة ندرة المياه والجفاف، بالإضافة إلى الحديث عن مشروع “تانيت” (Tanit) الذي يهدف إلى استغلال المياه المعالجة لاستصلاح الأراضي الزراعية”.

وبين الكرباعي أنه حسب الصحف الإيطالية، فإن ملف حصار غزة  لم يذكر إطلاقًا في بيان رئاسة الحكومة الإيطالية، على عكس ما أعلنت عنه رئاسة الجمهورية التونسية “إذ تشير الصفحة الرسمية إلى أن اللقاء بين الرئيس قيس سعيد وميلوني تناول ملفات مختلفة تمامًا، مثل الهجرة من زاوية الإتجار بالبشر وتجارة الأعضاء، وملف حصار غزة، وهي مواضيع لم تُذكر إطلاقًا في بيان رئاسة الحكومة الإيطالية”، وفق قوله.

واعتبر الكرباعي أن “هذا التباين في سرد مضامين الزيارة يفتح المجال لتساؤلات حول طبيعة التنسيق بين الطرفين، والرسائل الموجهة لكل جمهور على حدة، سواء داخل تونس أو في إيطاليا”.

وكان الكرباعي قد نشر أمس الخميس 31 جويلية 2025، تدوينة أفاد من خلالها بأن زيارة ميلوني الى تونس هي مناورة سياسية معتبرا أنها “خطوة محسوبة ضمن استراتيجية إيطالية أوروبية أوسع، تسعى إلى تثبيت تونس كأداة وظيفية في ملفات الهجرة والأمن” وهي “محاولة استباقية لإعادة تثبيت تونس داخل المحور الأوروبي الأطلسي، وتحييد أي توجّه محتمل نحو تحالفات جديدة”.

وتابع الكرباعي “ميلوني، التي تعلم أن الجزائر باتت شريكًا محوريًا لإيطاليا في ملف الطاقة، تسعى إلى الإبقاء على تونس كلاعب لا غنى عنه، خاصة لما توفره من موقع استراتيجي تستند إليه شبكة “ترانسميد” لنقل الغاز، وللدور الأمني الذي تؤديه في الحدّ من تدفقات الهجرة. لكن هذا “الاهتمام” لا ينبع من شراكة ندّية، بل من رغبة في استغلال الأزمة الاقتصادية التونسية لفرض إملاءات في خدمة أجندات اوروبية ضيقة”.

وشدد الكرباعي على أن “زيارة ميلوني إلى تونس ليست مجرد زيارة بروتوكولية، بل تجسيد لتوازنات قوى غير متكافئة، ومحاولة لفرض شروط استراتيجية في ظرفية إقليمية دقيقة”.

وأدت رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني أمس الخميس 31 جويلية 2025، زيارة غير معلنة الى تونس حيث التقت رئيس الجمهورية قيس سعيّد.

وكانت رئاسة الجمهورية قد أعلنت أمس الجمعة 31 جويلية 2025، في بيان مقتضب عن الزيارة التي تؤديها ميلوني الى تونس دون الكشف عن ملامح هذه الزيارة، التي كشفت عنها وسائل الإعلام الإيطالية، لتقوم الرئاسة بإصدار بلاغ مساء أمس الخميس مبينة أنه قد تم التطرق خلال هذا اللقاء الى الحرص المشترك على مزيد دعم التعاون الثنائي في عدد من المجالات ومن بينها على وجه الخصوص تلك المتعلقة بالنقل والصحة والفلاحة والطاقة إضافة إلى قضايا الهجرة وعدّة مسائل إقليمية إلى جانب الأوضاع في فلسطين.

وقد أثارت هذه الزيارة عدة تساؤلات في الساحة السياسية خاصة وأن هذه الزيارة المفاجئة اقتصرت على لقاء مقتضب مع رئيس الجمهورية قيس سعيد، حيث اعتبر العديد أن التعاون والمشاريع الاقتصادية المشتركة لا تستدعي هذه الزيارة الخاطفة لبضع ساعات من رئيسة الوزراء الإيطالية

تنويه

بمشاركة

لا يوجد مساهمين

مقالات مشابهة​