وقال سمير ديلو، في تدوينة عبر صفحته على فيسبوك، “جوهر بن مبارك على مشارف الموت : انظروا إلى أيديكم ..!”.
وتابع “غادرت منذ قليل سجن بلّي بعد ساعة من المحاولات اليائسة لإقناعه بتناول الحدّ الأدنى الذي يحفظ جسده من الإنهيار التّام.
فشلت فشلا ذريعا في مواجهة إصرار بارد وهادئ لم أعهده منه منذ عرفته قبل سنوات طويلة وفي كلّ إضرابات الجوع التي خاضها في السنتين الأخيرتين”.
وأوضح سمير ديلو أن بن مبارك كان يردّد جملة واحدة “لن أسمح لهم بقتلي صبرا .. لن أقبل بالموت البطيء، سأجبرهم على دفع ثمن قتلي بعد أيام لا بعد سنوات”.
وعلّق المحامي “كلّي فضول لاكتشاف من هو مهندس كلّ هذا؟، من يتّخذ القرار النّهائي بترك معتقل مظلوم يواجه الموت المحتوم جوعا وعطشا ..!؟”.
وأشار إلى أنه “واكبت عشرات الإضرابات قبل الثورة ولم أشاهد تجاهلا كالذي أراه اليوم ولا مثيلا لهذا الاستخفاف بحياة النّاس، قامت البلاد ولم تقعد على حكم بالإعدام .. ما يواجهه جوهر هو الإعدام ذاته”.
يذكر أن الناشط السياسي جوهر بن مبارك المحكوم بـ18 سنة سجنا في قضية “التآمر 1″، يخوض إضرابا وحشيا عن الطعام والماء والدواء منذ يوم 29 أكتوبر 205.
وكانت قد انعقدت أولى جلسات الاستئناف في القضية يوم 27 أكتوبر الماضي، وقررت الدائرة الجنائية المختصّة بالنظر في قضايا الإرهاب رفض طلب هيئة الدفاع التراجع عن إجراءات المحاكمة عن بعد لعدم الاختصاص، إضافة إلى رفض مطالب الإفراج واستدعاء باقي المتهمين المحالين بحالة سراح.
ودعت تنسيقية عائلات المعتقلين السياسيين إلى تحرك تضامني مع جوهر بن مبارك يتمثل في وقفة احتجاجية أمام السجن المدني ببلي بولاية نابل، يوم الجمعة 7 نوفمبر 2025، على الساعة الثالثة بعد الزوال.
وشدّدت التنسيقية على أن “سجنه واعتقاله لم ولن يخرسا صوته، ولن يوقفا فعله السياسي، لأنها تلك إرادته، وتلك مبادئه النضالية التي تربّى عليها وترعرع فيها، إنّ نضاله يتجاوز ذاته، فتونس التي يريدها هي تونس العدل والمساواة والحرية للجميع دون استثناء”.
وأفادت بأنه “لن نتركه وحيداً في هذه المعركة. فمن اختار أن يقف في وجه الظلم، وجعل من جسده وأمعائه الخاوية صرخة مدوّية، سنكون له خير سند”.
