وأضاف محمد عبو، في تدوينة على فيسبوك، ” يصاب الناس بأمراض في السجون ويتوفى بعضهم من ظروف السجن ومن الحزن والإحساس بالإهانة، ويخلف مآس وأمراض نفسية لأبنائهم، ويضرب صورة الوطن ويضر به”.
وتابع عبو “عندما تجد قاضيا فاسدا يستغله نظام بملفات فساده أو قاضيا طامحا لمناصب لم يرتدع عن الظلم في قضية أولى ولا في ثانية ولا في عدد من القضايا وتلطّخت يداه بدماء أو تورط في مآس معتقلين وعائلاتهم وأفسد صورة بلاده تبعا لذلك، فعليك أن تعتبر بقطع النظر عن قناعاته الدينية أو أي مرجعية أخلاقية، أنه شخص لم يبق معه إلا السعي دون تردد لمحاسبته في الدنيا أمام قضاة عادلين، وردع غيره ممن قد يوجد في وضعية يخيّر فيها بين مصيره ومصير العشرات غيره فيختار ببساطة أو بعد ذرف بعض الدموع سلامته الشخصية، وينسى أنه حامل أمانة إقامة العدل مهما كانت السيوف الموضوعة على رقبته أو الإغراءات”.
وأوضح “لا يخطر ببالي في هذا الوضع المأساوي أن أسجل نقاط سياسية، ولكن للمستقبل أذكر بماض عُرض فيه مقترح قانون لإعفاء القضاة الذين نفذوا التعليمات قبل الثورة والذين لم يستطيعوا تبرير مصادر ممتلكاتهم، مع توفير كل الضمانات لهم حتى لا يظلموا، مقترح رفضته كل الأحزاب والهيئات المعنية، ولكل دوافعه وأولوياته”.
وذكّر محمد عبو بأنه يوم 14 جانفي 2013 في الذكرى الثانية للثورة لم يحضر للتظاهر أمام سفارة السعودية أكثر من مائتي شخص للمطالبة بتسليم بن علي، رغم كل الدعاية، وفق تعبيره.
وأفاد بأنه في المجتمعات الأكثر تقدما فهم جزء من النخب أن ضمان عدم العودة للاستبداد يقتضي الحيلولة دون الإفلات من العقاب ومحاسبة مرتكبي جرائم السلطة ولو اقتضى الأمر البحث عنهم في أي بلاد يحتمون بها.
وأردف محمد عبو “بقي أن نذكر بأن من يريد إقامة العدل دون تسامح في صنف من الجرائم، يجب عليه أن يطالب به تجاه الجميع لا تجاه خصومه فقط، وألاّ يستثني من قد يظهر له طاعة ويعرض خدماته عليه”.
وأضاف “تبا لمن يجد لهم عذرا، لهم الحق في محاكمة عادلة من قبل قضاة مستقلين ونزهاء، وما يحكمون به بشكل بات، نقبل به جميعا”.
وشدد على أن من أفلت منهم من العقاب لسبب قانوني، يمكن وقتها لمن شاء أن يدعو عليه في سره بما شاء إذا ما كان مقتنعا بأنه مذنب، وفق قوله.
وتابع محمد عبو “قبل ذلك لندفع دولتنا حال تحررها للاستعداد للمحاسبة ولجلب من يفر من القضاة ومن شاركهم في جرمهم، مهما كانت التكلفة. غير ذلك لن نترك لمن بعدنا إلا ثقافة بائسة تسمح لكل من هب ودب إذا ما جلس على كرسي وغلّب نفسه الأمارة بالسوء أن ينكّل بأحفادنا”.