قال رئيس الجمهورية قيس سعيد، الأربعاء 16 أفريل 2025، خلال إشرافه على اجتماع وزاري يتعلق بقطاع التربية والتعليم، إن التلاميذ الذين توفوا في حادثة سقوط جدار معهد المزونة، ذهبوا ضحية الإهمال فضلا عن الفساد في هذه المؤسسات لسنوات طويلة.
وتقدم رئيس الجمهورية لعائلات التلاميذ الضحايا بأخلص التعازي متمنيا الشفاء العاجل للتلميذين المصابين والمتواجدين بمستشفى صفاقس، متابعا “أتابع تقريبا كل ساعة تطور وضعيهما الصحي الذي يبعث على الإطمئنان بعد تلقي العلاج اللازم، كما نحمد الله تعالى على تشافي التلميذات هبة العمري ونسرين فرج ورؤى الأشهب بعد الصدمة التي تلقينها إثر انهيار هذا الجزء من الجدار والذي كان آيلا للسقوط وعديدة هي الجدران الآلية للسقوط لا في المزونة فقط ولكن في كل أنحاء الجمهورية”.
وأضاف سعيد قائلا “نلتقي اليوم للحديث عن الإجراءات العاجلة التي لا يجب أن تتأخر بالتعهد بكل المؤسسات التربوية، حيث هناك مؤسسات أخرى كثيرة تستدعي التدخل السريع العاجل لصيانتها أو لإزالة الخطر عن طريق منع المرور أو إزالتها تماما إن كانت تمثل خطرا سواء على التلاميذ أو على المارة” متابعا “هذا الجزء من الجدار كان آيلا للسقوط منذ سنتين عالأقل أو أكثر والأمر لا يتعلق فقط بسيدي بوزيد بل حتى في تونس العاصمة والعديد من المدن الأخرى توجد عديد المؤسسات نتيجة لعدم صيانتها والتعهد بها على الوجه المطلوب”.
وتابع سعيد “هذه الإجراءات العاجلة لابد أن نتخذها اليوم ولابد أن تطبق ولا يجب أن نتعلل بالإجراءات فالقوانين لا يجب أن تمثل حاجزا أمام التدخل العاجل للحفاظ على حياة التونسيين والتونسيات” مضيفا “نتابع الوضع على مدار الساعة تقريبا ويقال أن هناك ‘حقرة” لكن هذا الكلمة يجب أن تغيب تماما من تونس، فكل التونسيين والتونسيات سواء وحقهم مضمون لا بالنص الدستوري ولا في سائر النصوص الأخرى ولكن يجب أن يكون مضمونا في حيز الواقع والتنفيذ فالتونسيون/ات حتى لو كانوا في ظروف اقتصادية صعبة لا يتأخرون أبدا حين يدعوهم الواجب الوطني للتضامن والتآزر، لا يتأخرون ولو للحظة أن يشدوا أزر بعضهم البعض”.
وشدد سعيد على أن “الدولة يجب أن تقوم بدورها كاملا ولا مجال للعودة الى الوراء ولا مجال للعودة إلى ترك مؤسسات الدولة تتهاوى أمامنا” مبينا أن جدار معهد المزونة سقط نتيجة الرياح العاتية.
وتابع قائلا “نحن هنا نتحمل المسؤولية الوطنية ويجب أن نتحملها كاملة حتى لا تتكرر لا في المعاهد والمؤسسات التعليمية ولكن في سائر المؤسسات الأخرى حتى نحمي المواطنين وحتى يشعر التونسي في كل مكان انه محترما ولا يقول أن هناك ‘حقرة’ .. فمن يحتقر تونسي واحد في الداخل أو الخارج هو اعتداء على الوطن وعلى التونسيين والتونسيات، فالتونسيين والتونسيات في بلادهم وكذلك في الخارج يجب أن يكونوا مرفوعي الرأس.. وليطمئن التونسيون أن نتابع أدق التفاصيل ونحيط بهم في كل مكان في الداخل والخارج إحاطة كاملة فتلك أمانة نحملها وسنحملها حتى النهاية”.
وأضاف سعيد “اليوم سنتدخل بإمكانياتنا وبهذه الإرادة الثابتة حتى وان كانت هناك عقبات قانونية يتعلل بها البعض لعدم التدخل، وهذه العقبات لابد من إزالتها”.
كما أشار سعيد أنه تم رصد مبلغ بقيمة 250 ألف دينار لفائدة المدرسة الابتدائية مها القضقاضي من معتمدية فرنانة لبناء جسر صغير حتى يتمكن التلاميذ من المرور لكن وإثر زيارة قام بها أثناء العودة المدرسية لم يتغير شيء ولم يتم بناء هذا الجسر ولم يتدخل أي كان، إلا بعد تدخل القوات العسكرية حيث قاموا بإعادة بناء هذا الجسر وكذلك كل المدرسة والطريق المؤدي لها بمبلغ م يتجاوز الـ90 ألف دينار”.
وتابع “نحن في سباق ضد الساعة وكل ساعة تمر دون إنجاز هي ساعة ضائعة ولابد من العمل أكثر بروح نضالية ومشبعة بأننا في حرب تحرير ولابد أن نخرج منتصرين لأننا لا نقبل إلا بالإنتصار” مضيفا “أريد أن يعيش التونسيين آمنين في كل مكان و محفوظي الكرامة وهذا الأمر مستمر أناء الليل وأطراف النهار وكل مسؤول يخل بمسؤوليته فليبدأ بحزم حقائبه منذ الآن ليغادر المسؤولية التي تولاها لأنه ليس أهلا لها”.
وشهدت مدينة المزونة من ولاية سيدي بوزيد حادثة أليمة يوم 14 أفريل 2025، تمثل في سقوط جزء من سور معهد ثانوي أودى بحياة ثلاثة تلاميذ وإصابة اثنين آخرين.
كما تجدر الإشارة إلى أن هذه الفاجعة قد خلّفت حالة من الاحتقان في صفوف أهالي المزونة حيث نفذوا احتجاجات في اليومين الماضيين، كما نفذوا أمس الاربعاء إضرابا ومسيرة سلمية.
أخبار ذات صلة: