قال الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي إن “لا سجن قادر على قمع الفكر ولا حظر قادر على إلغاء الحق في المعرفة”، في رسالة توجّه بها من سجن إيقافه بالمرناقية إلى الرأي العام الوطني والدولي،وكل المدافعين عن الحريات وحقوق الإنسان.
وأضاف الشابي في الرسالة، التي نشرها الحزب الجمهوري على صفحته اليوم السبت 22 فيفري 2025، “في يومي الـ731 خلف القضبان، بعد عامين من السجن الجائر، أجد نفسي مضطرًا لطرح سؤال عبثي لكنه يعكس واقعًا مريرًا: بأي منطق، وبأي “معايير”، تقررت مصادرة كتاب ورفض تمكينه لي وأنا في زنزانة خُصصت أصلًا لخنق حريتي؟”.
وأشار إلى أن إدارة سجن المرناقية منعته من الحصول على رواية يالو للكاتب اللبناني إلياس خوري، مشدّدا على أنها رواية متاحة ومتداولة في المكتبات التونسية.
وتساءل عن “المخاطر الجسيمة” التي جعلت إدارة السجن تتخذ قرار المنع، فـ “هل يمكن لرواية أن تهدّد أمن السجناء أو الأمن القومي؟ أم أن مجرد الكلمة الحرة باتت تزعج كل السلطات؟”، وفق تعبيره.
وتابع الشابي “سمعنا الناطق الرسمي باسم السجون يتحدث مؤخرًا عن “معايير دولية” تبرر مثل هذه الإجراءات، وأنا هنا، أسأل بكل وضوح: ما هي هذه المعايير؟ وأين هو النص القانوني الذي يسمح بمثل هذه الانتهاكات الصارخة لحق المعتقل في المعرفة والقراءة؟”.
وجاء في نص الرسالة “عامان من السجن، عامان من الظلم، عامان من التنكيل، وكأن سلب الحرية لم يكن كافيًا، فكان لا بد من محاولة كسر الإرادة، والعبث بأبسط حقوقنا خلف القضبان. لكن ليعلم الجميع، من يتخذ هذه القرارات ومن ينفذها، أن لا سجن قادر على قمع الفكر، ولا حظر قادر على إلغاء الحق في المعرفة”.
وختم الرسالة بالقول “إنها ليست مجرد رواية، إنها معركة رمزية أخرى في مواجهة قمع لم يعد يخجل من نفسه”.
يذكر أن عصام الشابي موقوف منذ 22 فيفري 2023 وهو أحد المتهمين فيما يعرف إعلاميا بـ”قضية التآمر على أمن الدولة”، إلى جانب عدد من السياسيين المعارضين والإعلاميين.
وتجدر الإشارة إلى أن عصام الشابي الأمين العام للحزب الجمهوري كان أحد المرشحين للانتخابات الرئاسية، إلا أنه لم يتمكن من الحصول على استمارة التزكيات.
المزيد:
عصام الشابي لكشف: الانتخابات التشريعية القادمة سقطت قبل أن تبدأ.. وهي على مقاس قيس سعيّد
عصام الشابي: “تضييق الخناق على الأحزاب يؤكد عدم شرعية الانتخابات القادمة”