عبّر، اليوم الإثنين 29 أفريل 2024، المرصد الوطني للدفاع عن مدنية عن استغرابه من الفيديو الذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يظهر أستاذا في مؤسسة تربوية خاصّة بقابس وهو يحتفل، داخل القسم، بارتداء إحدى تلميذاته الحجاب الطائفي، مُصفّقا لها ومُقدما لها مُرطّبات كُتب عليها “مبروك حجابك”.
وندّد المرصد، في بيان، بما قام به هذا الأستاذ الذي حاد عن أبسط قيم المدنية وخرق مبدأ حياد المدرسة عن كل التوجهات السياسية والأيديولوجية، معتبرا أن الممارسة التي أتاها هذا الأستاذ دعوة صارخة لمسائل عقائدية خاصة لا علاقة لها بالدرس ولا بالعلم، كما أنه قام بفعل تمييزي تجاه تلميذات في سن المراهقة من شأنه التأثير عليهن بسبل عدة.
واعتبر المرصد أن هذا الأستاذ تخلى عن دوره التربوي وانتهز فرصة وجوده مع قاصرات داخل حرم مدرسة ليقوم بدور الداعية الديني وليغرس في عقولهن بأسلوب ديماغوجي فكرة أن جسم المرأة “عورة”، بدل أن يزرع فيهنّ الفكر العقلاني الحداثي وحرمة الجسد ومختلف المبادئ الانسانية التي تعمل من أجلها المدرسة كالمساواة والحرية وتكافؤ الفرص.
وطالب المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة وزارة التربية وسائر هياكل السلطة السياسية إلى اليقظة من مخاطر هذه الممارسات والتجاوزات، وإلى اتخاذ الإجراءات الحازمة ضد الدعاة منتحلي صفة المربين، وإلى تجنيب المدرسة التونسية، عموميّة كانت أو خاصة، كل الممارسات السياسية ولا سيما منها المظاهر العقائدية، باعتبارها معقلا مُقدّسا للعلم وإعمال العقل في الدولة المدنية التي تحترم الحريات الفردية والعامة، وفق نص البيان.