صناعة الفخار في قرية البرامة مهددة بالإندثار

تعرف منطقة البرامة من ولاية سليانة بصناعة الفخار، وهي صناعة تعد مصدرا أساسيا لقوت سكان القرية تتخصص نساء قرية البرّامة بصنع الفخار وهي مهنة اكتسبنها من الأجداد وحافظوا عليها رغم قلة الإمكانيات.

3 دقيقة

تعرف منطقة البرامة من ولاية سليانة بصناعة الفخار، وهي صناعة تعد مصدرا أساسيا لقوت سكان القرية تتخصص نساء قرية البرّامة بصنع الفخار وهي مهنة اكتسبنها من الأجداد وحافظوا عليها رغم قلة الإمكانيات.

تمر مرحلة صناعة الأواني الفخارية بعدة مراحل تبدأ الخطوة الأولى بجلب الحجارة الطينية من أماكن محددة وبعيدة وهي المرحلة الأشد صعوبة بعد إحضار المادة الأولية، تعمد النساء إلى طحن الحجارة الطينية بطرق تقليدية، لتأتي بعدها مرحلة الغربلة والعجن، ويبدأن بعدها تشكيل الأواني الفخارية المخصصة في غالبها للاستعمال المنزلي وقلّة منها للزينة.
غزالة الوسلاتي احدى اللاتي امتهن هذه المهنة منذ صغرها، اتقنت المهنة بعد ان تعلمت أصولها من والدتها، وتحاول هي ان تورّثها لبناتها وأقاربها للمحافظة عليها من الاندثار.

تقول غزالة للأسف اليوم بتنا نجد صعوبة في هذه المهنة ندرة المياه أساسا، فليس من السهل توفير الماء للشرب وعجن الطين فحتى الفتيات لم تعد راغبات في هذه المهنة لصعوبة توفير المادة الأولية والترويج وتضيف غزالة للأسف لم نجد التشجيع الكافي لضمان ترويج منتوجنا وحتى المعارض لم نعد بالإمكان الوصول اليها لغياب الدعم.
الأستاذ نبيل الحاصل على الاستاذية في الوسائطية وعلوم المتاحف ورئيس مصلحة التظاهرات والتنسيق مع الجمعيات بالمندوبية الجهوية للثقافة بسليانة يقول لكشف ان منطقة البرامة من المناطق المهمة التي تم الاشتغال عليها مؤكدا ان فخار البرامة له خصوصية فريدة ولا يمكن تشبيهه بالصناعات الفخارية في مختلف مناطق الجمهورية.

ويشير نبيل الزيدي ان ولاية سليانة تتميز بعديد الخصوصيات التي تجعلها قبلة للسياحة الداخلية من ذلك تنوع تضاريسها وبوجود أعلى نقطة مأهولة بالسكان هي قرية كسرى وعديد المواقع الأثرية التي تزخر بها الجهة لكن السؤال اليوم هو كيف يمكن استغلال وتثمين هذه المواقع.

وتابع الزيدي في مكثر مثلا هناك ما يقارب 40 هكتارا من المعالم والمواقع الأثرية التي لم يتم الاشتغال عليها بالشكل المطلوب مثل ما هو الحال أيضا في بوعرادة والكريب ليقتصر الامر على محاولات يقوم بها المجتمع المدني لتثمين التراث المادي واللامادي من ذلك محاولة إيجاد مسلك سياحي وثقافي وهو مشروع لعدد من الجمعيات.

يشكل التراث الثقافي المادي واللامادي عاملا مهما في تعزيز التنمية المستدامة، وحماية هذا الموروث وتنميته مسؤولية الدولة أولا وقبل كل شيء، حتى يصبح خذا الموروث رافدا من روافد تحقيق النمو الاقتصادي في ظل التنمية المستدامة ولا يتحقق ذلك الا بإيجاد نموذج تنموي يثمن المنتجات المحلية من أجل خلق ديناميكية اقتصادية جديدة في البلاد ترتكز على التنمية الجهوية وخلق فرص جديدة للاستثمار فهل يتحقق حلم البرامة وباقي الجهات؟.

 

 

تنويه

بقلم

Picture of شيماء همامي

شيماء همامي

صحفية تونسية متحصلة على الإجازة في الصحافة مهتمة بقضايا حقوق الإنسان و بالشأن السياسي

بمشاركة

لا يوجد مساهمين

مقالات مشابهة​