أعلن، اليوم الإثنين 5 أوت 2024، المترشح للانتخابات الرئاسية كمال العكروت انسحابه من السباق الانتخابي.
وقال العكروت، في تدوينة نشرها على فيسبوك، إن الأزمة السياسية في تونس أعمق بكثير مما يتصوّر البعض وإن الانتخابات المزمع عقدها في 6 أكتوبر لن تكون إلا صوريّة لا طائل من ورائها إلّا إضفاء شرعية وهمية على فشل سياسي ذريع وانهيار اقتصادي بدون نظير وفقر مدقع وعزلة ديبلوماسية وفشل خارجي دمّر ما بُني على مدى عقود منذ الاستقلال.
وأضاف “المعركة اليوم ليست إدارية فحسب ولا تتعلق بالحصول على تزكيات أو البطاقة عدد 3 .. إن المعركة اليوم وقبل كل شيء تتمثل في تأسيس دولة قانون ومؤسسات، ولكن هذه المعركة لن تمر عبر انتخابات 6 أكتوبر 2024 والتي ستكون حتما شبيهة بانتخابات 2009”.
وأشار إلى أنه اليوم وقبل 60 يوما من إجراء الانتخابات “تبدو حظوظ التداول على السلطة في بلدنا غير مضمونة وكل شيء يشير إلى أن السلطة القائمة قد حسمت فعلا أمر الاستحقاق الانتخابي لصالح مرشّح واحد”.
وأفاد أن الممارسة عبر المسار الإداري للترشح للانتخابات الرئاسية أثبتت أن السلطة القائمة قررت إقصاء كل صوت معارض عن طريق الاستقواء بالإدارة وبالسلط المعنية القائمة على تنظيم الانتخابات وباستعمال أجهزة الدولة للمضي نحو نظام غير ديمقراطي رافض للتعددية والتناوب السلمي على الحكم، وفق ما ورد في التدوينة.
وشدد على أن “نحن اليوم بصدد العودة بخطى سريعة إلى مربّع حكم الفرد الواحد”، مشيرا إلى أن المؤشرات على ذلك بدأت تظهر قبل الحملة الانتخابية عبر إقصاء عدة رموز سياسية ذات وزن وخبرة في البلاد، وأن هذه الممارسات مازالت متواصلة عبر اعتماد شروط ترشّح معقّدة لم تراع تكافؤ الفرص وكأنها جُعلت لاستبعاد المترشحين ومنعهم من ممارسة حقّهم القانوني والدستوري في الترشّح.، وفق قوله.
وأكد “مازالت السلطة الحاكمة مستمرة إلى حدّ هذه اللحظة في تخطيطها لاستبعاد عدد آخر من المترشحين لكي تفسح المجال لمرشّحها الوحيد للانفراد بالاقتراع والبقاء في الحكم”.