مرصد رقابة يدعو المنشآت العمومية إلى تشديد الرقابة على التمويل العمومي للجمعيات والوداديات

دعا، اليوم الإثنين 6 ماي 2024، مرصد رقابة رئاسة الحكومة إلى تشديد الرقابة على التمويل العمومي للجمعيات والوداديات والتتبّع الإداري والجزائي لكلِّ من يثبت تورطه في عمليات فساد في هذَا الإطار. كما دعا المؤسسات والمنشآت العمومية التي سجّلت نتائج سنويّة صافية سلبيّة إلى الامتناع مُستقبلا عن إسناد أيّ تمويل عمومي للجمعيّات، حيثُ من غير المعقول […]

4 دقيقة

دعا، اليوم الإثنين 6 ماي 2024، مرصد رقابة رئاسة الحكومة إلى تشديد الرقابة على التمويل العمومي للجمعيات والوداديات والتتبّع الإداري والجزائي لكلِّ من يثبت تورطه في عمليات فساد في هذَا الإطار.

كما دعا المؤسسات والمنشآت العمومية التي سجّلت نتائج سنويّة صافية سلبيّة إلى الامتناع مُستقبلا عن إسناد أيّ تمويل عمومي للجمعيّات، حيثُ من غير المعقول ومن غير المقبولِ أن يسَاهم التّمويل العمومي في تفاقُم خسائر هذه المُؤسسات والمنشآت العموميّة، وفق بيان نشره اليوم.

وأفاد المرصد أنه استنادا إلى التّقارير الصادرة عن وزارة المالية المُتعلقة بالمنح المُسندة للوداديات والجمعيّات تبين أنَّ المنح المسندة من ميزانية الدولة لفائدة الجمعيات والوداديات فاقت 1000 مليون دينار خلال الفترة الممتدة من سنة 2012 إلى غايةِ سنة 2023 (تم اعتماد معدل مجموع المنح المُسندة بالنسبة لسنة 2014).

أما المنح المسندة من طرف وزارة الشؤون الاجتماعية فقد قاربت نسبتها 50 بالمائة من مجموع المنح المسندة خلال الفترة المذكورة، استأثر الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي والجمعياتُ ذات الصبغة الاجتماعية بالنصيب الأكبر تليهما على التوالي ودادية الأعوَان والجمعيات ووداديات أخرى.

وتأتي ​وزارة المرأة والأسرة الثانية في الترتيب حيثُ بلغت المنح المسندة من طرفها 150 مليون دينارا ونسبة كبيرة منها تحصَّل عليها الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي ووداديات الأعوان، أما وزارة الفلاحة فقد قامت بإسناد مبالغ ناهزت 80 مليون دينار خلال الفترة المعنية تليها وزارات الداخلية والمالية والعدل.

وأشار إلى أن نسبة المبالغ المُسندة من قبل الوزارات المذكورة سالفا (وزارة الشؤون الاجتماعية، وزارة المرأة والأسرة، وزارة الفلاحة، وزارة الداخلية، وزارة المالية ووزارة العدل) تمثل 80 بالمائة من مجموع المبالغ المسندة، مبيّنا أن التمويل العمومي المسند من قبل عديد الوزارات شهد بين سنتي 2012 و2023 ارتفاعا هاما (وزارة التجهيز والإسكان ب 70 ضعف، وزارة الفلاحة 52 ضعف ،ووزارتي التجارة والداخلية ب 27 ضعف).

أما بالنسبة للمنح المسندة في إطار التمويل العمومي للجمعيات من طرف المنشآت العمومية والمؤسسات العمومية التي لا تكتسي صبغة إدارية في إطار ميزانيتها المستقلة فقد قدرها مرصد رقابة بأكثر من 50 مليون دينار سنويا، علما وأن أغلب المؤسسات والمنشآت العمومية تعاني من وضعية مالية صعبة نتيجة تسجيلها لخسائر متراكمة.

وشدّد مرصد رقابة على أن هذه المبالغ المهولة التي تتمتع بها الوداديات والجمعيات من المال العام بعنوان الدعم فإن منظومة الرقابة بخصوصها كانت دون المأمول ولاحظ المرصد بعد دراسة العديد من الملفات عدم احترام الهياكل العمومية للإطار القانوني والترتيبي للتمويل العمومي للجمعيات بما فتح الباب على مصراعيه للفساد حيث تحولت العديد من الوداديات إلى “خزائن سوداء” لصرف منح وامتيازات عينية قارة للأعوان غير خاضعة للاقتطاع بعنوان الضمان الاجتماعي وغير خاضعة للضريبة على الأجر.

كما تحولت العديد من وداديات الأعوان إلى وكالات أسفار لتنظيم السفرات إلى الخارج للأعوان وذويهم مقابل مشاركتهم بمبالغ زهيدة وأحيانا لا يتم خلاصها من طرفهم، لشراء ولائهم للمسؤولين القائمين خاصة إذا تعلق الأمر بنقابيين وأعوان نافذين،وفق نص البيان.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن جزءا من التمويل العمومي قد تم تخصيصهُ لفائدة “جمعيات رياضية نخر بعضها الفسادُ في التسيير وسوء التصرف بما يعني أن التمويل العمومي المسند إليها ليس إلا إهدارا للمال العامّ”.

تنويه

بقلم

Picture of رجاء شرميطي

رجاء شرميطي

صحفية تونسية متحصلة على شهادة الماجستير المهني في الاتصال السمعي البصري ومهتمة بمجال حقوق الإنسان والقضايا الجندرية.

بمشاركة

لا يوجد مساهمين

مقالات مشابهة​