قد لا تستوعبُ للحظات أن ذلك الوجه الصبوح الذي رافقنا على مدى سنوات في أحلك الفترات التي عاشتها البلاد وكان مُلهما في نقل الخبر ..أضحى في لحظات هو الخبر
شذى الحاج مبارك صاحبة تلك الاطلالة الموغلة في التميز تنطفئ شعلتها بيد تعسفٍ وظلمٍ طمست ملامح تلك الصحفية المفعمة بالانسانية والعطاء .
شذى الصحفية الملمة بكل مناحي قصتها الصحفية.. المُعبئة بكل قضايا بلادها.. المصابة بلهفة عضال في تلقف الخبر ورصد المعلومة من مصدرها.. لا يعتريها أيُ تردُد أو رهبةٍ في اقتناص كل حيثيات ما يحصل على الميدان تجدُ نفسها محاطة بظلمة حالكة محاصرة بتهم واهية أقعدتها عن كل ذلك وجَعلتها حبيسةَ زنزانة تكاد جدرانها أن تنطق من هول ما بثته شذى من ريح الظلم الذي تتعرض له.
تقبع شذى في السجن منذ شهر جويلية 2023 بعد أن داهمت الشرطة منزلها لتصدر فيها لاحقا بطاقة ايداع بالسجن في تهم تتعلق بالارهاب وغسيل الأموال في قضية ما يعرف بأنستالينغو .
لعلها إحدى الملامح التي تسعى كل سلطة جاثمة لا تعتقد في دور الصحفي وفي قيمته الريادية على اعادة تمثيل احداثها إذ لا ترى حرجا في ابعاده والتخلص منه ولو مرحليا
ملامح شقيقها وانكسار نبرته تحكي لنا كل التفاصيل التي نُحاول تناسيها هروبا من قتامة واقعنا الذي ضج بمثل هاته الوضعيات .. فالعائلة أيضا نالها نصيب من الارهاص والقهر والتنكيل.
شذى واحدة من الصفحات الناصعة في مهنة نٌكبت بسجن ممتهنيها لأجل أداءهم لدورهم، ورغم ذلك لاحت الأصوات الحقوقية والنقابية التي كان من المفترض أن تهب هبة رجل واحد لنصرتها.
سلام عليك يا شذى فقد تركتِ أثر سيرة ومسيرة يجعلنا نتعلق برؤية اطلالتك ولو بعد حين..
ستبقى صورتك مؤنسة رغم الغياب وسيبقى زملاؤك ذاكرين لك بكرة وأصيلا
المزيد عبر هذا الرابط