قال رئيس الجمهورية قيس سعيد في حديثه مع وزيرة الثقافة خلال حضوره بموكب إحياء الذكرى 71 لاغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد، بضريح الشهيد بالقصبة إن الضريح يمكن أن يكون متحفا للحركة النقابية ثريا بالمحاضرات والخطابات التي تم إلقائها في الشارع من قبل محمد علي الحامي في نهج الجزيرة.
كما إستعرض سعيد عددا من جريدة الشعب يظهر فيها صورة النقابي فرحات حشاد مع بعض الكلمات الوطنية.
وقال سعيد إن الجريدة تروي عديد الشهادات حول فرحات حشاد من بينها شهادة الطاهر الحداد الذي كان يتحدث عن شجاعة حشاد وطموحه رغم صغر سنه.
كما قرأ سعيد جزءا من مقال كتب في الصحيفة يتحدث عن الإنتاج القومي والتعويل على النفس والتنمية المستقلة، معتبرا أن الكلمات تعبر عن ربط الحركة النقابية بالحركة الوطنية.
كما إستعرض رئيس الجمهورية عددا من المقالات الصحفية التي تحدثت عن اغتيال فرحات حشاد ووفاته مستعرضا في نفس السياق رسالة للطاهر الحداد تحدث فيها عن الإستعمار وضرورة مقاومته.
وتطرق فيس سعيد إلى الشركات الأهلية قائلا إن محمد علي الحامي تحدث عنها منذ سنوات وخرجت الفكرة من رحم الشعب التونسي.
كما تبادل سعيد الحوار مع نجل فرحات حشاد حول المقاوم محمد علي الحامي وما تعرضه له من تضييقات آنذاك.
وفي حديثه عن المعاهدات التاريخية و بعض المحطات التاريخية لبعض الاتفاقيات والتي ذكر منها معاهدة فرساي ووضع الأسس الأولى لمنظمة العمل الدولية قال سعيد “حركتنا وطنية وستبقى وطنية والحركة النقابية جزء من هذه الحركة الوطنية”.
مشددا في نفس السياق على أن البحث عن الحلول لا يكون إلا جماعيا.
و في حديثه مع الأمين العام لإتحاد الشغل نور الدين الطبوبي قال سعيد “مازلت أحتفظ بعدد من جريدة الشعب اشتريته ب 70 مليما .. حينها كانت نسخ جريدة الشعب تنتهي منذ العاشرة صباحا”.
معتبرا أن الحركة النقابية التونسية هي الأكثر تجذرا ووطنية في العالم وهو ما توثقه دوريات الصحف من مواقف عمالية.
مضيفا أن المؤرخين كتبوا كثيرا حول الحركة النقابية لكن وثائق عديدة فقدت من الأرشيف الوطني و أن عددا كبيرا منها موجود في فرنسا، وهو ما سيعمل عليه خلال الفترة القادمة بهدف استرجاع ما يمكن استرجاعه بالتنسيق مع المكتبة الوطنية الفرنسية.
و قال سعيد “لدينا ضوابطنا لكن تم تحريفها وتزييف التاريخ واختصار بعض المحطات التاريخية في شخص أو شخصين في حين أن الشعارات كانت ترفع لغايات وطنية”.
وتطرق إلى ملف التجنيس قائلا إن مطلح الجنسية يعكس الإستعمار و الإحساس بأن ذلك الشخص من جنس آخر، رابطا الأمر بمصطلح التطبيع الذي لم يكن موجودا مثله مثل الكيان الصهيوني.
كما شدد على أن بعض المصطلحات تعكس ثقافة الهزيمة الذي تعتبر أسوأ من الهزيمة وأن المصطلحات تخفي عدة معاني غير بريئة داخلها.
و في حديثه إلى سعيد قال أمين عام إتحاد الشغل نور الدين الطبوبي إن المنظمة بدأت في العمل والبحث على مؤرخين لكتابة تاريخ الحركة النقابية بكل موضوعية.