نشرت صحيفة “بريميم تايمز” النيجيرية مقالات رأي لكتاب مرموقين في البلاد تعارض التدخل العسكري المحتمل لبلادهم التي تقود المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”، في النيجر، حسب ما نقلته الجزيرة نت.
ويقول الكاتب أوي لاكمفا الأمين العام السابق للعمال الأفارقة والناشط في مجال حقوق الإنسان إن نيجيريا غير قادرة ماليا وعسكريا على التدخل في النيجر، فهي لا تملك الموارد ومثقلة بالديون وغير قادرة حتى على الحفاظ على الإعانات الحيوية لسكانها.
وأوضح أنه إذا كان هناك غزو للنيجر فإن نيجيريا ستلعب الدور الرائد فيه، لكن جيشها متعثر بسبب أعمال العنف الانفصالية في الجنوب الشرقي، و”الإرهابيين” في الشمال الشرقي، والمليشيات المسلحة التي اقتحمت الحزام الأوسط وقطاع الطرق في جميع أنحاء البلاد، ولن يكون من الحكمة سحب قوات من هذه المناطق وإرسالها إلى النيجر، التي تتشارك معها نيجيريا حدودا بطول 1000 كيلومتر.
وأضاف لاكمفا أن الحرب يمكن معرفة بدايتها، لكن من المستحيل معرفة متى ستنتهي، وليس لها منطق إلا الموت والدمار، مشيرا إلى أن إيكواس يمكنها غزو النيجر فقط لتواجهها جيوش مالي وغينيا وبوركينا فاسو والجزائر.
ومضى يقول إنه يمكن إرسال الجنود النيجيريين إلى النيجر فقط ليكتشفوا أنهم يواصلون حروب فرنسا غير المقدسة من الاحتلال والسيطرة والاستغلال والسرقة واغتيال القادة غير المتعاونين في أفريقيا.
وذكر أنه في حين أن دوافع إيكواس قد تكون نزيهة ومخلصة، فإن إشاراتها قد تكون مربكة في بعض الأحيان، مدللا على ذلك بإرسالها إلى النيجر “مدبر الانقلاب التشادي الجنرال محمد إدريس ديبي من تشاد، وهي دولة ليست حتى عضوا في المجموعة”. وتساءل عن المنطق في مكافحة الانقلاب بإرسال انقلابي إلى النيجر، قائلا إن ذلك يشبه تعيين لص للقبض على لص آخر، مشيرا إلى أن الجنرال محمد كان قد رفض العودة للحكم الدستوري قبل عامين في تشاد.
ونشرت الصحيفة مقالا لنيي أوسوندير أحد أبرز الشعراء والأكاديميين في نيجيريا وأفريقيا، وهو أستاذ فخري في اللغة الإنجليزية بجامعة نيو أورليانز الأميركية، وجاء المقال تحت عنوان: “الرئيس بولا أحمد تينوبو: هناك ضرورة للتخلي عن قرار التدخل العسكري في النيجر”.
وأوضح أوسوندير أن العمل العسكري في النيجر قد يؤدي إلى تعقيد أزمتها، فالنار الصغيرة غالبا ما تتحول إلى حريق لا يمكن السيطرة عليه، وفق وصفه.
وقال إنه مندهش وقلق في الوقت نفسه من أن مجموعة من الناس، على الأقل من زعماء منطقة غرب أفريقيا، يفكرون في جدوى التدخل العسكري لحل المشكلة الحالية في النيجر.
وأوضح أنه بالنظر إلى القرب التاريخي والجغرافي والثقافي والاقتصادي بين نيجيريا والنيجر “وهو التقارب السيامي المتأصل حتى في التسمية ذاتها”، فلن يتم تدخل دون إلحاق أضرار جانبية مدمرة بنيجيريا، وخاصة المناطق الشمالية.