وأضافت جمعية “منامتي” في بيان أن “ما نراه على شبكات التواصل الاجتماعي من سيل جارف من التعليقات المليئة بالكراهية، والتخوين، والتحريض، لا يعبّر إلا عن حالة خطيرة من الانفلات الأخلاقي والفكري”.
وأشارت إلى أن التعليقات تتغذّى على الجهل وتغذّي بدورها نزعة انتقامية وعدوانية، تعكس مشكلا اجتماعيا عميقا أكثر مما تعبّر عن موقف واعٍ أو نقدٍ بنّاء، مشدّدة على أن أنّها عبارات منزوعة من كلّ مسؤولية، لا تبحث عن الحقيقة بل عن مشهد الإعدام الرمزي، ولا تُنصف أحداً بقدر ما تهين وعي مجتمع بأكمله، وفق نص البيان.
وأكّدت الجمعية أن ما يُتداول حول “قضية منامتي” لا يمتّ بصلة إلى جوهر الواقع، إذ “تُختزل قضية معقّدة في سرديات ملفّقة وشعارات تافهة، بينما تُتَّهم جمعية عملت لسنوات في مجال الكرامة الإنسانية ضد كل أشكال التمييز العنصري بتهم مالية في ظلّ غياب أي تمويل فعلي! مشهد سريالي يبعث على الضحك المرّ، ويكشف إلى أي مدى يمكن للمنطق أن يُسحق تحت وطأة الدعاية والتهييج”.
وورد في نص البيان أنه “مع تكميم أصوات الجمعية ومحاصرة أعضائها بكل اتهامات، بات واضحا أنّ الهدف لم يعد العدالة، بل إسكات كلّ ما يمتّ إلى الوعي والحقوق بصلة”.
وأفادت الجمعية بأن الصمت في وجه هذه الممارسات لم يعد ممكنا، لأنّ من يصمت اليوم على الظلم بحق جمعية منامتي، قد يجد نفسه غدا في المكان ذاته، ضحية حملة تخوين جديدة، وفق ما ورد في البيان.
ودعت السلطة القضائية إلى أن تتحمّل مسؤوليتها التاريخية، وأن تضع حدًّا “لدوّامة الاتهامات الفضفاضة والتشويه المنظّم”، وأن تتيح للرأي العام الاطّلاع على الحقيقة الكاملة دون وسطاء ولا ضوضاء رقمية، مشيرة إلى أن “القضاء الصامت يُفقد الثقة، والمجتمع الصامت يُنتج الكراهية”.
وأوضحت أن “منامتي كانت بالأمس ضدّ العنصرية، وهي اليوم ضدّ العنصرية، وستظلّ غدا ضدّ العنصرية، ومهما كان صوتها مقموعا، سيظلّ صداها يذكّرنا بأنّ مقاومة التمييز ليست ترفا، بل واجبا إنسانيا لا يسقط بالتقادم”.
يذكر أن رئيسة الجمعية سعدية مصباح قد قالت، في رسالة من سجن إيقافها، “أشعر بمرارة الحرمان من حريتي وبخيبة أمل كبيرة من طول الإجراءات القضائية وتعطيل مسار العدالة”.
وأكّدت أنها لا تعترض على المثول أمام المحكمة، مطالبة بأن تحاكم في حالة سراح وأن تتمتع بحريتها إلى حين صدور حكم بات.
وكان قد تم إيقاف سعيدة مصباح يوم الاثنين 6 ماي 2024 وتفتيش منزلها ومقر الجمعية، إلى جانب مدير الجمعية زياد روين.