وتوجهت الحركة لسعيد بالقول “ستقول إننا متحزبون، وسنسألك: هل تركت أنت أحزاباً في تونس بخلاف تلك التي تصفق لك، وأنت تقمعنا؟ ستقول إننا ممولون من الخارج، وسنسألك: هل نحن من يعمل ليلاً نهاراً لإثقال كاهل البلاد بالأموال الخارجية والقروض، ليغطي عجزه التام عن إحداث أي إنجاز وأي قيمة مضافة وأي حل حقيقي؟ ستقول إننا مأجورون، فنسألك: هل نحن من يوافق على تسليم التونسيين المهاجرين بتلك الطريقة المهينة من أوروبا، وكأنهم ثمن للغطاء السياسي والسكوت على القمع؟ ستقولون للشعب إننا تهديد لهم، فنسألكم: هل نحن من قتل موطناً في عقارب، وقمع أهلها أياماً، ليتمسك بهوايته في قتلهم بالفضلات والمصبات والقمامة الإيطالية، ويحرمهم من العيش كبشر؟ وهل نحن من ينكر واجبه في حمايتهم، ويرميهم بأبشع التهم فقط لأنهم رفضوا أن يعتدى على أرضهم كما حدث في سيدي بوسعيد؟”.
وأضافت “السؤال الأساسي هو: من دفعنا؟ وماذا دفعنا لنخرج؟ الإجابة واضحة: الجدران التي كتبت عليها شعاراتنا، أعاد النظام طلاءها. الشارع الذي كنا نعبر فيه، صار شِجنا مفتوحاً تتوسطه أدوات القمع والرقابة. الإنترنت صارت محكومة بمرسومك سيء الذكر، قاتل التعبير. تعليمنا يعاني، صحتنا تعاني، أهلنا يعانون، ونحن نعاني معهم”.
وتابعت الحركة “نحن الجيل زي.. بالعربية أيضاً، لا باللاتينية فقط. بالعربية لتنظر إلى الحرف وهو يتوسط الأبجدية، كما نتوسط نحن شعبنا ومطالبه. وإن أردتها باللاتينية، فأعد التفكير وانظر إلى ما بعدنا.. لن تجد شيئاً.. خصوصاً القمع وأدوات نظامه. لا نخاف من كل ما سبق.. نحن أبناء الوطن.. نعرف الفرق بين الوطن والنظام.. ولن نموت أو نترك أبناء شعبنا يموتون ليحيا النظام”



وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد قد تطرق خلال لقائه، الثلاثاء، برئيسة الحكومة سارة الزعفراني، إلى الاحتجاجات الحالية في قابس قائلا “هناك من يدعي الانتماء إلى مجموعة زد.. ولكن الشعب التونسي بوعيه الثابت وغير المسبوق بوقوفه مع قوات الأمن هو السور المنيع الذي ستتكسر عليه كل محاولات تأجيج الأوضاع، ويلقن هؤلاء العملاء والخونة الدرس تلو الدرس والصفعة تلو الصفعة”.
وأضاف “زعم أن هؤلاء سيغتالوا إرادة شعبنا، فابشر بطول سلامة يا تونس، كما قال جرير (زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا. أبشر بطول سلامة يا مربع). وقال أيضا “لما وضعت على الفرزدق ميسمي. وضغا البعيث جدعت أنف الأخطل. وإذا حقق الشعب التونسي إرادته سيتم جدع أنف الأخطل”.
وتشهد قابس منذ أسبوعين تحركات احتجاجية، حيث يطالب الأهالي بحقهم في بيئة سليمة وتفكيك الوحدات الملوثة في المجمع الكيميائي.