وأضاف بن عمر، في تدوينة على فيسبوك، أن أهالي قابس أثبتوا قدرا عاليا من النضج والمسؤولية وقدرات رهيبة على التعبئة، متمنيا أن يتواصل حتى تحقيق الأهداف.
وأشار إلى أن الدولة “في مواجهة اختبار متجدد للثقة مع مواطنيها فخطابها الشعبوي سيواجه حدودا واضحة فالأزمة محسوسة يوميا ومستمرة والذاكرة المحلية طويلة، فالأزمة مستمرة منذ سنوات والحراك أخلاقي أكثر منه سياسي، ما يعني أن لغة “الزعيم القريب من الشعب” لا تُقنع بسهولة من حياة صغاره مهددة يوميا”، وفق تعبيره.
وأشاد بن عمر بنساء قابس اللواتي تحوّلن إلى مُنتِجات للخطاب ومُؤسِّسات لشرعية جديدة تقوم على الصدق والتجربة وأضفن بذلك للحراك البيئي نَفَسا جديدا فيه الكثير من الجرأة السياسية مما جعله أكثر قدرة على كسر الصمت والتردد والتشكيك.
وأوضح أن نساء قابس لم يقدن فقط الشارع بل أعدن تعريف من يتحدث باسم الضحايا ومن يملك شرعية تمثيل هذا الوجع الجماعي ولم يكن حضورهن تجميليا بل كان عنصرا تأسيسيا جديدا في استمرارية الحركة وفاعليتها الرمزية وكسرن نمطية أنهن ضحايا لتتحول نساء قابس إلى ناطقات باسم الحياة نفسها، وفق قوله.
وكان أهالي قابس قد نفذوا اليوم مسيرة احتجاجيا ضمن يوم الإضراب العام الجهوي الذي دعا له الاتحاد الجهوي للشغل، للمطالبة بوقف التلوث وتطبيق قرار تفكيك الوحدات الملوثة.
وأفاد منظموا المسيرة بأن عدد المشاركين بلغ أكثر من 100 ألف مواطن.
يذكر أن أهالي قابس ينفذون منذ شهر سبتمبر تحركات احتجاجية متواصلة للمطالبة بالحق في بيئة سليمة وتطبيق قرار تفكيك الوحدات الصادر في جوان 2017، على خلفية تتالي حالات الاختناق بالغازات السامة المنبعثة من المجمع الكيميائي، التي شهدتها منطقتي غنوش وشاطئ السلام القريبتين من المجمع.
وشهدت الاحتجاجات تعاملا أمنيا باستعمال الغاز المسيل للدموع ما اعتبرته الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وعدد من النواب بأنه “قمع للحق في الاحتجاج السلمي”.
