وأفاد الناشط البيئي في حملة “أوقفوا التلوث” خير الدين دبية بأن عددا من شباب قابس معتصمون حاليا داخل المجمع الكيميائي، ولن يرفعوا اعتصامهم إلا بقرار يقضي بتفكيك الوحدات الملوثة.
ويأتي هذا التحرّك الاحتجاجي على خلفية تردي الوضع البيئي بالجهة، وتكرّر حالات الاختناق جراء الانبعاثات الغازية للمجمع الكيميائي، وآخرها اختناق عدد من تلاميذ المدرسة الاعدادية بشاطئ السلام اليوم ما استوجب نقلهم إلى المستشفى الجامعي بقابس لتلقي الاسعافات اللازمة.
وكان قد تم تسجيل العشرات من حالات الاختناق في الفترة الأخير في منطقتي غنوش وشاطئ السلام اللتين تعتبران من أكثر المناطق المتضررة من أنشطة المجمع الكيميائي.
وطالب المحتجون بتطبيق قرار جوان 2017 من خلال التفكيك الفوري للوحدات الملوثة، إضافة إلى المطالبة بإقالة وزيرة الصناعة ومحاسبة كل المسؤولين عن هذه “الجرائم”.
يذكر أنه تم تنفيذ وقفة احتجاجية أمس أمام الإدارة المركزية للمجمع الكيميائي بالعاصمة، وشهدت هذه الوقفة حالة كبيرة من الاحتقان بسبب تصرفات الموظفين بالمجمع الذين كانوا ينظرون من النوافذ يضحكون ما اعتبره المحتجون استهزاء بهم.
يُشار إلى أن الاتحاد الجهوي للشغل قد هدد بالإضراب العام في حال تواصل “اغتيال البيئة” في قابس وعدم وضع حد لـ “جريمة الدولة” المتعاقبة لعدة عقود وعدم التدخل السريع لإيجاد الحلول الجذرية فإن الاتحاد الجهوي للشغل بقابس سيقرر الاضراب العام الجهوي دفاعا عن حق الجهة.
وأوضح أن جهة قابس أصبحت منكوبة وعلى فوهة قنبلة موقوتة أمام عدم التدخل الجدي والعاجل لصيانة القنوات والتجهيزات والمعدات وتغييرها، مشددا على أنه بعد التثبت من الأسباب الحقيقية لهذه الكارثة تبين أنها مرتبطة باهتراء المعدات وانتهاء عمرها الافتراضي.
واعتبر الاتحاد الجهوي بقابس أن تسرب الغاز اليومي وحالات الاختناق عزت وفضحت الوضع الصحي الهش الذي لم يستطع حتى مجاراة نقل التلاميذ وإسعافهم.
من جانبه قال المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعي أن حالات الاختناق التي تم تسجيلها اليوم تضاف إلى سلسلة من حوادث الاختناق التي عرفتها الجهة منذ 11 سبتمبر 2025.
وأكد المنتدى مساندته المطلقة للتحركات السلمية والمشروعة التي يخوضها أهالي ڨابس دفاعا عن حقهم في بيئة سليمة وآمنة، منددا بمواصلة القائمين على السياسات التنموية بتونس في اتباع منوال اقتصادي يهمش الجوانب البيئية ويدفع نحو تحقيق النمو على حساب التنمية الحقيقية العادلة والمستدامة.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الجمهورية قيس سعيد قال إن الحلول ممكنة لوضع خطط جديدة تعيد إلى مدينة قابس بريقها وما كان هذا ليحدث لولا التقصير في التعهد بهذه المنشآت الصناعية.
وأضاف سعيد، خلال اجتماعه بكل من وزير الصحة مصطفى الفرجاني، ووزير البيئة وحبيب عبيد، ووزيرة الصناعة والطاقة والمناجم فاطمة ثابت شيبوب، أنه لا بد من معالجة الوضع وهناك إخلالات وقعت لأنه لم تتم الصيانة على الوجه المطلوب، وسائل الاغتيال مازالت قائمة ولم تتم معالجتها في الوقت المناسب.