أفادت جمعية تقاطع من أجل الحقوق والحريات في بيان لها اليوم الخميس 9 سبتمبر 2025 بأن حالة النائب السابق راشد الخياري تبرز انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، من أبرزها حرمانه من حقه في محاكمة عادلة، وحقه في الصحة والحصول على العلاج الملائم، بما يشكل انتهاكًا صارخًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان وكرامة الفرد، وفقها.
وأضافت تقاطع أن راشد الخياري “تعرض لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان منذ تاريخ إيقافه في الثالث من أوت 2022، عندما تم احتجازه على خلفية أربعة مناشير تفتيش صادرة عن محاكم مختلفة، منها محكمة تونس الابتدائية ومحكمة تونس 2 والمحكمة العسكرية، وقد تمّت إدانته في جميع القضايا الموجهة ضده”.
وشددت تقاطع على أنه يمثل مسار المحاكمات في قضايا الخياري تعارضًا مع المادة 10 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تنص على حق كل فرد في محاكمة عادلة ومستقلة، وحقوق الدفاع أمام المحكمة، وكذلك مع المادة 14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، التي تؤكد حق كل متهم في الاستماع إليه، وضمانات المحاكمة العادلة.
وكان النائب السابق بالبرلمان ماهر مذيوب قد قال في تدوينة سابقة له إن راشد الخياري” يجسد مأساة متفردة من التنكيل الممنهج عبر قضايا ملفقة وسجون متكرّرة،إلى معركة مع مرض السرطان الذي ينهش جسده بلا رحمة، وسط صمت رسمي رهيب وتأخر مميت في السماح له بالعلاج قبل فوات الأوان”.
كان يوم الأحد 28 سبتمبر 2025، قد نشر المحامي سمير بن عمر، عبر صفحته على فيسبوك، رسالة تسلّمها من راشد الخياري حين أطلق سراحه يوم 29 أوت 2024 .
وأفاد بن عمر بأن راشد الخياري سلّمه هذه الرسالة لأنه كان يشعر بأنه سيعيدونه إلى السجن وطلبه بنشرها في صورة إعادة سجنه.
وقال الخياري “أقبع في غياهب السجون منذ ثلاث سنوات دون ذنب أو جريمة، لعل جريمتي الوحيدة أني دافعت عن 30 فتاة من فاقدات البصر تعرضن للاغتصاب في مدرسة حكومية فقضوا بسجني 6 أشهر لأني دافعت عنهن، ثم شهرين سجنا في قضية مشابهة تعرض خلالها أطفال السنة الأولى بمنطقة حي سلتان للتحرش، وحين انتصرت لهؤلاء الأطفال سجنوني ظلما”.
ويقضي راشد الخياري عقوبة سجنيّة جديدة مدّتها ستّة أشهر، بعد أن أنهى فترة سجنيّة أولى تجاوزت السنتين، قبل أيّام فقط من صدور حكم قضائي جديد يوم الجمعة 27 سبتمبر 2024 ، والذي جاء على خلفية شكاية ضده من أجل تهمة الاساءة الى الغير عبر الشبكة العمومية للاتصالات.
وتم الإفراج عن الخياري في 29 أوت 2024 بعد انقضاء مدة عقوبته السجنية المقدرة بسنتين، إلا أنه تم إيقافه مجددا بعد أيام فقط.