وأشار التقرير إلى أن الفاعل الاجتماعي عاد إلى التحرك من جديد وبقوة مع بداية الخريف وانطلاقة السنة الدراسية، ليعرف شهر سبتمبر وحده 635 تحركا احتجاجيا ويكون الشهر الأكثر احتجاجا منذ بداية السنة. بما يعكس عودة التوتر الاجتماعي نتيجة ما تطرحه العودة الدراسية والسياسية بعد أشهر العطلة.
وتنوعت أشكال الاحتجاج خلال الربع الثالث من السنة، وجاءت في أكثر من 82 بالمائة ميدانية وتوزعت بين وقفات احتجاجية واعتصامات وإضرابات وإضرابات عن الطعام وقطع طريق ومسيرات سلمية وأخرى باتجاه قصر رئاسة الجمهورية وأيام غضب وحمل الشارة الحمراء وغلق مواقع العمل.
وتميّز الحراك الاجتماعي خاصة خلال النصف الأول من شهر سبتمبر الماضي، بمشاركة واسعة للنشطاء من مختلف الولايات في دعم أسطول الصمود المغاربي والعالم لكسر الحصار عن غزة، ترافق في مختلف محطات تقدمه نحو قطاع غزة.
وتحتل تونس العاصمة المرتبة الأولى من حيث تمركز الفعل الاحتجاجي، وتسجل لوحدها 339 تحركا احتجاجيا، يأتي بعدها ولاية قفصة التي سجلت 150 تحركا ثم ولاية قابس التي عرفت 138 تحركا ثم ولاية نابل بـ83 تحركا ولاية القيروان بـ64 تحركا وبنزرت 56 تحركا والقصرين 55 تحركا وسيدي بوزيد 53 تحركا وبن عروس 51 تحركا أما البقية فتوزعت بين بقية ولايات الجمهورية وسجلت ولاية أريانة أقلها بـ8 تحركات وقبلها المنستير بـ 12 تحركا والكاف بـ15 تحركا.
وتوجّه الفاعل الاجتماعي في نحو الـ 54 بالمائة من مطالبه نحو رئاسة الحكومة أو رئاسة الجمهورية، في حين تعلقت 10بالمائة من المطالب بوزارة التربية و نحو الـ 7.75 بالمائة ارتبطت بصاحب العمل، أما البقية فتم توجيهها نحو الإدارات الجهوية ووزارة العدل ووزارة الفلاحة والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه ووزارة الصحة والنقل والسلط الأمنية والقضائية.
وأفاد التقرير بتسجيل 18 حالة ومحاولة انتحار، توزعت بالتساوي بين الثلاث أشهر حيثشهد شهر جويلية 6 حالات انتحار وأوت بدوره سجل 6 حالات انتحار ونفس العدد شهده شهر سبتمبر.
وأقدم على فعل الانتحار 13 من الذكور و5 إناث، منهم 3 أطفال دون سن الثامنة عشر عاما وشكل الشباب الجزء الأكبر ممن اقدم على ايذاء النفس خلال الربع الثالث للسنة كما سجلت الفترة انتحار 2 سنهم فوق الستين عاما.
وشهدت ولاية القيروان 6 من حالات الانتحار التي تم رصدها من قبل المرصد الاجتماعي التونسي، اما قفصة فعرفت 3 حالات وسجلت تونس العاصمة حالتان وتوزعت البقية بين ولايات الكاف وبنزرت وجندوبة وسوسة وصفاقس ومدنين ونابل حالة انتحار في كل منها، وفق التقرير.
واختار غالبيتهم الفضاء الخاص ليكون إطارا لفعل الانتحار أين سجل 10 من الحالات المرصودة داخل فضاء السكن، و4 داخل مؤسسات تربوية مدارس أو معاهد و3 في مكان عام وحالة داخل فضاء عمل.
وأشار التقرير إلى أن ظاهرة العنف اكتسبت في الربع الثالث للسنة زخما أكبر وأوسع، لتعكس حجم التوتر والغضب وعدم الرضا العام الطاغي على الحياة اليومية للتونسيين والتونسيات، والذي يتحول في كل مرة إلى عنف موجه نحو الآخر.