وأفاد بن عمر بأن راشد الخياري سلّمه هذه الرسالة لأنه كان يشعر بأنه سيعيدونه إلى السجن وطلبه بنشرها في صورة إعادة سجنه.
وقال الخياري “أقبع في غياهب السجون منذ ثلاث سنوات دون ذنب أو جريمة، لعل جريمتي الوحيدة أني دافعت عن 30 فتاة من فاقدات البصر تعرضن للاغتصاب في مدرسة حكومية فقضوا بسجني 6 أشهر لأني دافعت عنهن، ثم شهرين سجنا في قضية مشابهة تعرض خلالها أطفال السنة الأولى بمنطقة حي سلتان للتحرش، وحين انتصرت لهؤلاء الأطفال سجنوني ظلما”.
وأضاف “لم يكفهم كل ذلك حيث قضوا بسجني لعام كامل بتهمة المشاركة في محاولة إخفاء نفسي حين كنت في حالة فرار، تخيلوا أنهم سجنوني عاما كاملا بتلك التهمة غير مسبوقة في تاريخ تونس”.
وتابع راشد الخياري “ثم توالت القضايا والأحكام ضدي في تهمة متكررة وهي “الإساءة للغير عبر الشبكات الاجتماعية”، جلها كان فحواها مقالات صحفية وتدوينات فيسبوكية تعود لـ6 سنوات خلت”.
وأشار إلى أنه “حلَت الطامة الكبرى بنهش الأورام السرطانية منطقة الصدر من جسدي، وكأنَ كل هذا لم يكفهم لإطلاق سراحي وأنا ذنبي الوحيد أني قمت بواجبي كصحفي ونائب شعب في الدفاع عن المستضعفين والمظلومين في كل ربوع هذه البقعة من العالم”.
وواصل الخياري في رسالته “أنا منذ 3 سنوات أقبع في زنزانة أعاني ويلات مرض فتاك منعني النوم ليلا ونهارا، ولعل الوجع الأكبر أيضا أنه في كل مناسبة يصدر عفو رئاسي عن المساجين، أرى أمام ناظري اللص والسارق وتاجر المخدرات معي في ذات الزنزانة يتم الحط لهم جميعا بنصف مدة حكمهم وإطلاق سراحهم بينما أنا سجين الكلمة والدفاع عن المظلومين وسجن القيام بالواجب لا يتم إدراج إسمي مطلقا في أي عفو ولا يتم الحط لي في أحكامي ولو بيوم واحد”.
وأضاف “فليتني كنت لصا أو سارقا أو مجرما لأنال کرم هاته الدولة التي تواصل سجني دون ذنب افترفت أو جريمة ارتكبت”.
وناشد راشد الخياري أحرار تونس والعالم وشرفاء الدولة التدخل لإطلاق سراحه حتى يتمكن من علاج مرضه قبل فوات الآوان وقبل حصول الفاجعة، وفق تعبيره.
وأضاف “أرجو من كل محب للحق ولكل كاره للظلم والبغي أن يساندني في محنتي هذه والتي فاقت في تفاصيلها ما تقدر الجبال والأراضي على حمله”.
ويقضي راشد الخياري عقوبة سجنيّة جديدة مدّتها ستّة أشهر، بعد أن أنهى فترة سجنيّة أولى تجاوزت السنتين، قبل أيّام فقط من صدور حكم قضائي جديد يوم الجمعة 27 سبتمبر 2024 ، والذي جاء على خلفية شكاية ضده من أجل تهمة الاساءة الى الغير عبر الشبكة العمومية للاتصالات.
وتم الإفراج عن الخياري في 29 أوت 2024 بعد انقضاء مدة عقوبته السجنية المقدرة بسنتين، إلا أنه تم إيقافه مجددا بعد أيام فقط.
وكان النائب السابق ماهر المذيوب قد أفاد بأنّ راشد الخياري “أصيب بمرض خبيث في صدره وحالته الصحية خطيرة جدًا، وتستوجب نقله عاجلًا إلى مستشفى صالح عزيز تحت رعاية طبية مكثفة”.
من جانبها حملت هيئة الدفاع عن الخياري السلطة القائمة المسؤولية الكاملة عن سلامته الجسدية، مشيرة إلى أنها ستقوم بمقاضاة المسؤولين عن تدهور حالته وطنيا و دوليا.
وأوضحت أن حالته الصحية تعكرت بشكل كبير خلال المدة الأخيرة، بعد انتشار الورم السرطاني في مختلف أنحاء جسده و أصبحت يفرز دماء، مشدّدة على أنه يعاني من الإهمال الطبي و لم يقع تمكينه من تلقي العلاج اللازم بمعهد صالح عزيز عبر النار الباردة.