وأضاف محمد عبو “أما النشاط العادي للموظف فتقييمه يكون بمفاهيم أخرى كالانضباط والكفاءة والقدرة على إيجاد الحلول والنزاهة والبعد عن الشبهات، الناشط السياسي”.
وأشار إلى أن هناك شرط في القانون أكثر موضوعية وجدية من البحث عن مشاعر الحب للوطن، وهو حسن السيرة والأخلاق، بالإضافة إلى نقاوة السوابق العدلية.
وشدّد عبو على أن التحلي بالوطنية أو ضعف الوطنية لا يصح أن يكون موضوع تقرير ولا استنتاج ولا تقييم، وأن المشكلة أن مفهوم الوطنية نفسه يصعب الاتفاق عليه، وفق تعبيره.
وتساءل “هل يعتبر وطنيا من يرى بلاده تدار بطريقة عبثية وخارج الشرعية ويرى أبناء وطنه يساقون إلى السجون بقرارات قضاة ينفذون التعليمات خوفا على أنفسهم وتفضيلا لمصلحتهم على مصلحة العدالة والضحايا، ولا يعلن رفضه القطعي؟”.
وأضاف “هل من يُعين الظالم على ظلم أبناء وطنه وطني؟، هل يمكن اعتبار أنه وطني من يعطّل تشكيل المحكمة الدستورية بما يعرّض البلاد لفوضى في صورة حصول مكروه له وقيام حالة الشغور ؟ “.
وتابع محمد عبو “هل أن من لا تعنيه البلاد إلا وهو حي ولا يعنيه مصيرها والفوضى المحتملة بعده، وطني؟ هل أن من يبرّر هذا على فداحته يمكن اعتباره وطنيا؟”.
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد قد قال، خلال إشرافه على موكب يوم العلم إن “أول مقياس في عملية الاختيار والانتداب هو الوطنية والعطاء والتعفف والإيمان العميق بالمسؤولية الوطنية فمن تنقصه التجربة سيكتسبها وهو في كل الحالات أفضل ممن اكتسبها ووظفها لخدمة قوى الردة والخيانة والاستعمار”.