عبرت منظمة العفو الدولية تونس، في بيان لها بتاريخ أمس السبت 05 أفريل 2025، عن تضامنها المطلق مع الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل استعادة حقوقه الأساسية التي انتُهكت على مرّ السنين، مؤكدة دعمها ومساندتها للفلسطينيين/ات في مواجهة الهجمات العسكرية الوحشية، والتهجير القسري، والاعتقالات التعسفية، وغيرها من الانتهاكات الممنهجة التي تُرتكب بحقهم.ن من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وفي تصعيد خطير للعدوان الإسرائيلي المستمر ضد الشعب الفلسطيني، تواصل قوات الاحتلال شن غارات جوية مكثفة على مختلف أنحاء قطاع غزة، مستهدفة الأحياء السكنية والمرافق الحيوية، وسط أوضاع إنسانية كارثية وانهيار شبه كامل للبنية التحتية. هذا العدوان لا يأتي من فراغ، بل يتبع أسابيع من التحذيرات الدولية التي حذرت من استمرار سياسة الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج ضد الفلسطينيين والفلسطينيات.
منذ 2 مارس 2025، أعادت إسرائيل فرض حصارٍ مُطبق على قطاع غزة، في خطوة جديدة تشكل انتهاكًا صارخًا للاتفاقيات الدولية والقانون الدولي. ومع تواصل هذا العدوان، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية أيضًا عشرات الأحياء السكنية والملاجئ ومخيمات النازحين والنازحات، مما أسفر عن مقتل العديد من الفلسطينيين والفلسطينيات، بينهم عشرات الأطفال والنساء، إضافة إلى مئات الجرحى. هذا وقد بلغت حصيلة الضحايا منذ السابع من أكتوبر أكثر من 50,000 قتيل.ة وما يقارب 115,000 جريح.ة. شملت عديد الهجمات استهدافًا مباشرًا للمستشفيات والطواقم الطبية والصحفيين والصحفيات، في محاولة ممنهجة لتدمير كل قدرة على تقديم المساعدات الإنسانية. وفي نفس الوقت، يواصل الاحتلال الإسرائيلي منع دخول المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء، كما قام بقطع الكهرباء عن محطة تحلية المياه الأساسية، مما يزيد من المعاناة الإنسانية في القطاع فضلا عن مواصلة الجيش الإسرائيلي عن إصدار أوامر “الإخلاء” الجماعية التي تهدف بدورها إلى التهجير القسري للفلسطينيين والفلسطينيات، وهو ما يزيد من حجم المأساة الإنسانية بشكل مروع.
وفي هذا السياق، وثقت تقارير منظمة العفو الدولية استهداف الطواقم الطبية والإسعافية بشكل متعمد من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يظهر بشكل جلي في الهجوم المباشر على المستشفيات التي تم استهدافها في محاولة لتدمير أي قدرة على تقديم الخدمات الصحية للمصابين والمصابات ،فمنذ السابع من أكتوبر 2023، قُتل ما لا يقل عن 408 من العاملين والعاملات في المجال الإنساني في غزة، من بينهم،ن ما لا يقل عن 280 موظفًا وموظفة في الأونروا و34 موظفًا وموظفة في الهلال الأحمر الفلسطيني.وبالمثل، أصبحت الصحافة هدفًا آخر في هذه الحملة الممنهجة، حيث يعمد الاحتلال الإسرائيلي إلى طمس الحقيقة من خلال استهداف الصحفيين والصحفيات الذين ينقلون ما يحدث في غزة. منذ بداية الحرب، قُتل أكثر من 200 صحفي وصحفية في محاولة لحجب الصورة الحقيقية لما يحدث في القطاع.
وأضافت العفو الدولية، أن “هذه الأنظمة التي تستقبل مجرمي الحرب وتجرّم التضامن مع فلسطين، لا يمكن اعتبارها محايدة، بل هي شريكة في الجريمة، سياسياً وأخلاقياً وقانونياً مشددة على أن مسؤولية هذه الدول لا تندرج ضمن نطاق الخيارات الأخلاقية أو المواقف الرمزية، بل هي التزام قانوني صارم بفرض احترام القانون الدولي ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه المستمرة. ومع ذلك، بدلاً من أداء هذا الدور، نشهد حكومات تستقبل مجرمي الحرب بالأحضان، وتُسخّر أجهزتها لقمع الأصوات الحرة التي تفضح الحقائق وتُجاهر بالدفاع عن القضية الفلسطينية”.
ويشن الاحتلال الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023، عدوانا مدمرا وحرب إبادة على قطاع غزة، كما تشهد المناطق الشمالية لمدينة رفح منذ أيام قصفا متواصلا من مدفعية الاحتلال، وتواصل الطائرات الحربية نسف مبانٍ سكنية، شمال مدينة رفح، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 50 ألفا و 669 شهيدا و115 ألفا و225 إصابة.