حليم بوسمة: لم تكن السنوات التي تلت 2011 عشرية أمل بل عشرية سوداء دُمّرت فيها مؤسسات الدولة 

قال النائب بالبرلمان حليم بوسمة اليوم السبت 27 ديسمبر 2025، إن ماخلفه "الربيع العربي" "في أغلب البلدان العربية لم يكن ديمقراطية ولا تنمية، بل دولًا مكسورة، مجتمعات ممزقة، واقتصاديات منهوبة".

2 دقيقة

وأضاف بوسمة في تدوينة نشرها عبر الفايسبوك، أنه “لا أحد ينكر أنّ الشعوب خرجت في لحظات غضب حقيقي، مطالبة بالكرامة والعدالة الاجتماعية. لكنّ ما تلا ذلك لم يكن ثورات وطنية، بل عمليات تفكيك ممنهجة للدول، أُديرت بعقل بارد، وبأدوات استخباراتية، واستثمرت في العاطفة، والدين، والمظلومية، لتحويل الغضب الشعبي من أداة إصلاح إلى سلاح موجّه ضدّ الدولة نفسها”.

واعتبر بوسمة أن في تونس “لم تكن السنوات التي تلت 2011 عشرية أمل، بل عشرية وصفها بـ “السوداء” بكلّ المقاييس، حيث دُمّرت فيها مؤسسات الدولة تحت شعارات زائفة، ونُهبت فيها المالية العمومية باسم التعويضات” متابعا “عشرية فُتح فيها الباب للإرهاب، وللتسفير، وللاغتيالات السياسية، وضُرب فيها الأمن والجيش والقضاء بالتشكيك والتحريض، حتى كادت الدولة تفقد تماسكها”.

وأضاف بوسمة قائلا “ما حدث لم يكن خطأً عرضيًا ولا سوء تقدير، بل كان نموذجًا مكرّرًا رأيناه في أكثر من بلد عربي.. نفس الخطاب، نفس الأدوات، نفس الاستثمار في الدين، ونفس استدعاء خطاب المظلومية لاستعطاف الداخل والخارج، قبل الانقضاض على الدولة وتقويضها من الداخل”.

واعتبر بوسمة “إنّ الخطر الحقيقي اليوم ليس في الماضي فقط، بل في عدم الاستفاقة، فالشعوب التي لا تتعلّم من كوارثها تُعاد معاقبتها بأقسى منها. ومن يخطّطون للفوضى لا يتراجعون، بل يبدّلون الأقنعة، ويستعملون نفس الأدوات القديمة في سياق جديد”، وفق قوله.

وختم بوسمة بالقول بأن “تونس اليوم أمام لحظة وعي تاريخية، إمّا دولة سيّدة، تُغلق إلى الأبد أبواب العبث، وتقطع مع توظيف الدين في السياسة، وتحصّن مؤسساتها من الاختراق، وإمّا عودة إلى الحلقة الجهنمية نفسها، بنفس الأكاذيب، وبنفس الخطاب، وبنفس النتائج المدمّرة”.

أخبار ذات صلة:

تنويه

بمشاركة

لا يوجد مساهمين

مقالات مشابهة​