المرزوقي: كلنا نتحمل مسؤولية هذه “الكارثة” التي أوصلتنا إلى حكم قيس سعيد

أفاد الرئيس السابق منصف المرزوقي بأنه "بعد أيام سنحتفل بالذكرى 15 للثورة المجيدة ، ويبقى السؤال إلى أين نحن ذاهبون؟ ولا أحد يستطيع الرد عليه بما أنه لا الطريق واضح ولا الأفق واضح".

3 دقيقة

وأشار المرزوقي إلى أن تونس أضاعت 3 فرص تاريخية “لتكون على السكة” ولتكون دولة متقدمة.

ويوضّح أن الفرصة الأولى كانت في الاستقلال لكنها آنذاك أخذت الاتجاه الخاطئ والسبب هو بورقيبة، وفق تعبيره.

وأضاف المرزوقي “هذا الرجل وضع تونس في مرحلة أدّت إلى كل هذه الأزمات، الحكم الفردي، حكم الحزب الواحد، عبادة الشخصية، الخونة، والعملاء والمتآمرين، وما انجر عن ذلك من أزمات متعددة وإفلات فرص التقدم الاجتماعي والاقتصادي”.

أما الفرصة الثانية، وفق قوله، فهي انتخابات 1981، إلا أن “بورقيبة عندما شعر أن الانتخابات كانت في اتجاه الديمقراطيين مثل أحمد المستيري وحسيب بن عمار، قام بتزوير الانتخابات وبقيت الدولة تسير في الاتجاه الخاطئ وبن علي قام بإغراقها أكثر الفساد التعذيب الظلم الانتخابات المزيفة”.

وكانت الفرصة الثالثة في الثورة، حيث “منذ 15 سنة كانت تونس مفخرة الشعوب العربية كان بإمكاننا آنذاك استغلال الفرصة ولكانت تونس الآن دولة حقيقة تفخرون بها لكننا أضعنا هذه الفرصة أيضا.. وكلنا نتحمل مسؤولية هذه الكارثة التي أوصلتنا إلى حكم قيس سعيد”، حسب ما قاله منصف المرزوقي.

ووصف الوضع الحالي في تونس “الوضع الآن تونس في الحضيض اقتصاديا ومؤسساتيا وعلى مستوى سمعتها الدولية، لكنها ستنهض دون شك، ستأتينا الفرصة الرابعة وسينتهي هذا النظام البشع المتآكل المهترئ”.

وشدّد المرزوقي على ضرورة عدم إضاعة “الفرصة الرابعة” عندما تأتي، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب 7 شروط.

الشرطة الأول الذي تحدّث عنه هو “محاسبة المنقلب وكل من على الانقلاب ليس انتقاما بل ليبقوا عبرة لكل من يفكر في القيام بالشيء نفسه في المستقبل”، إضافة إلى إلغاء كل ما أتى به من قوانين ومؤسسات.

الشرط الثاني هو “استعادة دستور الثورة مع إمكانية إدخال تعديلات عليه”.

أما الشرط الثالث فهو تنقيح القانون الانتخابي والإعلامي.

والشرط الرابع هو انتخاب برلمان قوي بحيث لا يكون في البرلمان سوى حزبين أو ثلاثة، وفق تعبيره.

واعتبر المرزوقي أنه من بين شروط إنجاح “الفرصة الرابعة”، تنقيح القانون بحيث يصبح انتخاب رئيس الجمهورية من وظائف البرلمان، وفق تعبيره.

أما الشرط الخامس فهو حوكة مستقرة لمدة 5 سنوات على الأقل لأن “سبب الكوارث التي نعيشها هي أن الحكومات لا تدوم سوى سنة أو سنة نصف”، ويتم تشكيل هذه الحكومة بتأني وتجمع كل القوى السياسية والتكنوقراطية لتكون “حكومة فاعلة”، وفق تعبيره.

والشرط السابع الذي تحدّث عنه المرزوقي هو” تغيير العقلية والمنطق الذي يحكمنا”، حيث يتقبل الجميع فكرة التعددية في المشهد السايسي والتخلي عن فكرة “استئصال” طرف على حساب آخر لأن “تونس كالشجرة عروقها مجتمع محافظ مسلم وفروعها العلمانية وغيرها من التوجهات، من يحاول قلع جذورها يفشل ومن يحاول قص أغصانها يفشل”.

وشدّد المرزوقي على أنه “الفرق اليوم هو من مع الاستبداد وحكم الفرد والعصابات ومن مع دولة القانون والمؤسسات وحكم الديمقراطية”.

وأكّد “الديمقراطية هي الشيء الوحيد القادر على جمعنا والتعايش معا”.

تنويه

بمشاركة

لا يوجد مساهمين

مقالات مشابهة​