السعيداني: قيس سعيد يواجه بنية ثقيلة عمرها أكثر من 40 سنة بمفرده

قال النائب بالبرلمان أحمد السعيداني إن "الحقيقة التي لا يمكن الهروب منها ولا يمكن تغطيتها ولا يمكن تزويقها وجود الدولة شيء وامتلاك أدوات الدولة شيء آخر مختلف تماما، وهذا هو أصل التناقض الوطني السيادي الذي لم يحسم بعد رغم أن قيس سعيد رجل وطنيومواقفه موقف سيادي ورغم أن روحه روح وطني".

3 دقيقة

وأضاف السعيداني، في فيديو نشره عبر صفحته على فيسبوك اليوم “قيس سعيد يمتلك السلطة السياسية والشرعية الشعبية ويمتلك الصلاحيات الدستورية لكنه لا يملك جهاز الدولة، جهاز الإدارة ولا جهاز القرار”.

وتابع “قيس سعيد يواجه حكومة هي واجهة القرار ودولة عميقة هي منفذ القرار ولوبيات في البلاد هي معطلة القرار، يواجه بنية ثقيلة عمرها أكثر من 40 سنة، شبكة نفوذ، مصالح ريع، مراكز قوة لا تتغير بالخطاب ولا يمكن اقتلاعها بالكلمات”.

وأوضح أحمد السعيداني أن “التناقض السيادي ليس تناقض أشخاص بل هو تعارض خطينن، صراع توجّهين، هو مواجهة بين مشروعين فوجود رئيس وطني لا يلغي خط تبعي داخل الدولة نفسها”.

وواصل النائب حديثه “طبقة مالية مرتبطة بالخارج لوبيات تعيش من التوريد نخب سياسية تشتغل لدى السفارات إعلام يشتغل ضد سيادة القرار أجهزة إدارية ترفض التغيير وشبكات مصالح دولية تنفخ في الفوضى وتغذي الارتباك”.

وأشار إلى أنه “نحن نعيش ضمن منوال تبعية متجذر قروض متراكمة شروط مفروضة سلاسل توريد مكبلة موازنات منخرمة احتياطي عملة صعبة يختنق يوما بعد يوم، منوال كامل شبكة كاملة مصفوفة كاملة تمنع القرار الوطني من تحويل السيادة من شعار إلى مسار ومن مسار إلى منجز”، مشددّدا على أن “الحسم يحتاج أداة سياسية ذراع اجتماعية قوة منظمة”.

وأفاد السعيداني بأن “قيس سعيد يخوض معركة بلا حزب يسانده بلا إطار يؤطّر الجماهير بلا ذراع نقابية أو قوة اجتماعية تضغط أو ذراع اقتصادية بلا قوة تضرب معه فيعتمد على أجهزة بعضها يقاومه بعضها يراوغه والبعض الآخر يشده إلى الخلف”.

وشدّد على أن وجود رئيس وطني لا يكفي. وجود إرادة وطنية لا يكفي. وجود خطاب سيادي لا يكفي، لأن التناقض أكبر من الرئيس، أعمق من القصر، أوسع من الصلاحيات، وفق تعبيره..

واعتبر أن “الحسم يحتاج أداة سياسية، وتعبئة اجتماعية، وتفكيكًا اقتصاديًا، وبناء قاعدة إنتاج، وتحرير القرار الاقتصادي قبل تحرير القرار السياسي”.

وتابع النائب “ننقد قيس سعيد لأن الوطنية وحدها لا تبني دولة، لأن الإرادة وحدها لا تخلق منوالًا، لأن الخطاب وحده لا يصنع الثروة، ننقده لأن السلطة بلا رقابة تُخطئ، ولأن الزعيم بلا مساءلة ينعزل، ولأن المشروع بلا تصويب ينحرف، ننقده لأن غياب النقد يفرغ السياسة ينعش المعارضة المريضة المرتمية في أحضان الخارج، ننقده لأن النقد الحقيقي يميز بين الرجل وخياراته، بين النوايا ونتائجها، بين الخط الوطني والأخطاء التي شابت مسار 25 جويلية”.

وأضاف “ننقد قيس سعيّد كي ينجح، لا كي يسقط. ننقده كي يقوى، لا كي يضعف. ننقده لأن الوفاء للمشروع الوطني يقتضي صراحة، ويقتضي شجاعة، ويقتضي رغبة صادقة في تحويل السيادة من كلمة إلى دولة، ومن شعار إلى قرار ومن مزايدات لفظية ومهاترات معجمية إلى مشروع على أرض الواقع”.

تنويه

بمشاركة

لا يوجد مساهمين

مقالات مشابهة​