هل تعمدت قناة “التاسعة”تضليل متابعيها بصورة نجيب الشابي مع الغنوشي؟

نشرت قناة "التاسعة" على صفحتها الرسمية في فيسبوك صورة توضيحية تجمع رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، وذلك في تغطيتها لعملية إيقافه من منزله يوم الأربعاء 4 ديسمبر 2025، وكأنها صورة حديثة للخبر.

2 دقيقة

و للتحقق من أصل الصورة، فقد تبين أنه لا علاقة لها بالحدث الحالي على الإطلاق، حيث تعود إلى أكتوبر 2021 – أي قبل أكثر من أربع سنوات – وهي ملتقطة خلال جلسات الحوار الوطني التي عُقدت بعد إجراءات 25 جويلية 2021، في وقت كان الغنوشي لا يزال طليقاً، بينما هو اليوم مسجون منذ 17 أفريل 2023.

القناة لم تذكر تاريخ الصورة، ولم ترفقها بأي توضيح أو مصدر، ولم تُشِر إلى أنها أرشيفية، بل عرضتها مباشرة كصورة تمثيلية للخبر الجاري، مما يوحي للمشاهد بأنها صورة حديثة تجمع بين نجيب الشابي وراشد الغنوشي.

هذه الممارسة تتعارض مباشرة مع:

ميثاق شرف الصحافة التونسية (2019) الذي يلزم “الدقة والصدق في استخدام المواد البصرية وعدم التلاعب بها بأي شكل من الأشكال”.

مبدأ “عدم التلاعب بالصور”في ميثاق ميونيخ (1971).

تعريف “التضليل البصري المتعمد” من الهايكا ومراسلون بلا حدود: “اختيار صورة قديمة أو خارج السياق عمداً بهدف خلق انطباع مغلوط لدى المتلقي”.

الصورة أثارت موجة غضب واسعة واتهامات مباشرة بالتضليل المتعمد، من بينها:

الصحفية منية العرفاوي التي اعتبرت اختيار الصورة محاولة رخيصة لقطع أي تعاطف عفوي مع الشابي عبر ربطه بالغنوشي واستحضار “الخصم الأوحد”في المزاج الشعبي.

الصحفي فطين حفصية وصف الممارسة بـ”جريمة مهنية وأخلاقية”و”تفخيخ للعقل”عبر صورة تخترق الوعي أسرع من النص، مؤكداً أنها بروباغندا فاشلة تهدف إلى تزييف الوعي الجماعي.

يُذكر أن أحمد نجيب الشابي (82 سنة) صدر ضده حكم استئنافي نهائي بالسجن 12 سنة بتهمة “التآمر على أمن الدولة”،ونُفِّذ الإيقاف فعلياً يوم 4 ديسمبر 2025 بعد مداهمة منزله من قِبل قوات الأمن.

وبالتالي فإن قناة “التاسعة”ضللت متابعيها عمداً بانتقاء صورة أرشيفية خارج السياق تماماً دون أي إشارة إلى تاريخها أو مصدرها، في ممارسة تُصنَّف بوضوح ضمن “التضليل البصري المتعمد”، وهو خرق مهني وأخلاقي خطير يستهدف توجيه الرأي العام وتشويه صورة معارض سياسي.

تنويه

بقلم

Picture of الهادي رداوي

الهادي رداوي

صحفي تونسي، أتابع قضايا الحقوق العامة والفردية ، وأناصر القضايا الإنسانية والاجتماعية . أؤمن بحقوق اللاجئين وأسعى لإلقاء الضوء على معاناتهم، مدافعًا عن العدالة والكرامة لكل إنسان.

بمشاركة

لا يوجد مساهمين

مقالات مشابهة

شكراً لتصويتك!

أنت جزء من 0% الذين صوتوا . شكرًا لك على مشاركتك!

ساهم في مكافحة الأخبار الزائفة

ما هو رأيك؟ صوت الآن وشاركنا اختيارك.