وأضاف سعيد، خلال اجتماعه بكل من وزير الصحة مصطفى الفرجاني، ووزير البيئة وحبيب عبيد، ووزيرة الصناعة والطاقة والمناجم فاطمة ثابت شيبوب، أنه تم الاختيار على قابس واغتيال البيئة بها والكل يعلم ما خلفته تلك الاختيارات من ضحايا تم القضاء على البيئة تماما وتفشت الأمراض.
وشدّد على أن هذه “الاختيارات بمثابة الجريمة أدت إلى القضاء على كل مظاهر الحياة”.
وأفاد بأن أهالي قابس عانوا كثيرا ولا زالوا يعانون وحصل ما حصل في الأيام الأخيرة نتيجة هذه الاختيارات، مشيرا إلى أنه عندما تم وضع المجمع الكيميائي بقابس بعض الدول الافريقية رفضت ولكن تونس قبلت، وفق تعبيره.
وأكّد سعيد “تم اغتيال البيئة والصحة في حين أن ما يتوفر قابس لا يتوفر في أي مكان آخر في العالم”.
وأوضح أنه تم إنجاز العديد من الدراسات المعمّقة التي تتعلق بالوضع البيئي وإعادة قابس إلى طبيعتها لكن لم يتم الاستماع إليهم.
وأوضح أنه “لا بد من معالجة الوضع وهناك إخلالات وقعت لأنه لم تتم الصيانة على الوجه المطلوب، وسائل الاغتيال مازالت قائمة ولم تتم معالجتها في الوقت المناسب”.
وأكّد رئيس الجمهورية “ما كان هذا ليحدث لولا التقصير في التعهد بهذه المنشآت الصناعية”.
يذكر أن منطقة شاطئ السلام قد شهدت آخر الأسبوع الماضي قد شهدت حالات اختناق في صفوف التلاميذ بالمدرسة الإعدادية، حيث لا يزال عدد منهم بالمستشفى.
وكان من المفروض نقل التلاميذ المتضررين وأولياؤهم المرافقين لهم إلى مستشفى الرابطة أمس، إلا أن ذلك لم يحدث.
وأفاد الناشط البيئي خير الدين دبية بأن المدير الجهوي للصحة أعلم أهالي التلاميذ بنقل المتضررين على 3 دفعات حسب وضعياتهم الصحية، حيث سيتم نقل 4 أطفال غدا، أما البقية فسيغادرون المستشفى وسيتم نقلهم تباعا 5 أطفال يوم 6 أكتوبر والباقي يوم 13 أكتوبر، وهو ما عبّر عن رفضه الأهالي.
يذكر أن الفرع الجهوي للمحامين بقابس قد حملّ الحكومة مسؤولية تردي الوضع الصحي في قابس بسبب تراجعها عن تنفيذ تعهداتها السابقة وخاصة قرار تفكيك الوحدات الملوثة التابعة للمجمع الكيميائي، الصادر في 2017.
ودعا رئاسة الجمهورية إلى ضرورة التدخل العاجل لإيقاف عملية الموت البطيء التي تفتك بمواطني الجهة أسوة بتدخلها في جهات أخرى.