وقد لاقت هذه المعلومة انتشارا واسعا على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث ادعى ناشروها بأنه “سيتم هدم عديد المنازل المجاورة لموقع الحفر لإستخراج الكنوز الثمينة و التي لا تقدر بثمن”.
وللتحقق من صحة هذه الأخبار المتداولة قمنا في مرحلة أولى بالبحث في المواقع الإعلامية الإخبارية لكننا لم نجد أي خبر يؤكد هذه المعلومات.
وفي مرحلة ثانية وبمزيد بحثنا، عثرنا على نفس الخبر ونفس المعلومات لكن هذه المرة في دولة المغرب.
وقد تداولت عديد الصفحات المغربية ذات الخبر.
وبتعميق البحث على محرك البحث Google وإدخال الكلمات المفاتيح اللازمة، وجدنا مقالا صحفيا نشر في موقع bbc، بتاريخ 13 أكتوبر 2022 يفيد العثور على لوحة فسيفساء رومانية نادرة في مدينة الرستن بالقرب من مدينة حمص بسوريا.
كما عثرنا على مقال اخر في موقع “الميادين” بعنوان “اكتشاف نادر… لوحة أثرية سورية لا مثيل لها في العالم”، بتاريخ 12 أكتوبر 2022، حيث يؤكد المقال اكتشاف لوحة فسيفساء من العصر الروماني بمدينة الرستن السورية.
وبمزيد البحث، عثرنا على مقال آخر في وكالة الأنباء السورية ‘سانا’ بعنوان “اكتشاف أثري نادر للوحة فسيفساء في مدينة الرستن بحمص” وقد تم نشره بتاريخ 12 أكتوبر 2022، يؤكد إعلان المديرية العامة للآثار والمتاحف عن اكتشاف أثري نادر، تم العثور عليه في مدينة الرستن بمحافظة حمص، وهو عبارة عن لوحة فسيفساء من العصر الروماني، لا يوجد لها مثيل في العالم.
ووفق ذات المصدر، فإن اللوحة المكتشفة عبارة عن مشهدين رئيسيين، وفق وصف مديرية الآثار، المشهد الأول هو ثلاثة أطر ودائرة بالمنتصف، فيها رسومات لأخيل مع ملكة الأمازونيات، وتجسيد لهرقليس مع ملكة أمازونيات أخرى، وحول الإطار رسوم لأمازونيات مع ملوك اليونان، وهي إشارة إلى قصة أسطورية معروفة في النصوص الأثرية للملحمة الشعرية “الإلياذة” والتي تتحدث عن حرب الأمازونيات بين طروادة واليونانيين.
وتضم اللوحة أيضاً أسماء ملوك اليونان كافة الذين اتحدوا ضد طروادة، وأسماء الملكات الأمازونيات وبعض الشخصيات التي ذكرتها النصوص الأثرية وشخصيات أخرى لا يوجد لها ذكر في تلك النصوص، وفي اللوحة تمثيل لآلهة الرياح، إضافة إلى فصول العام ورسومات متجهة مع عقارب الساعة.
وبذلك يتبين أن الخبر الذي تم تداوله حول العثور على مدينة رومانية تعود لآلاف السنين بمدينة الكاف خبر زائف ولا أساس له من الصحة.
