وأضاف أحمد صواب، في رسالة من سجن إيقافه، “لقد اختبرت المحاماة في لحظة حرجة، حين حاولت قوى سياسية تحويل هياكلها إلى أدوات خاضعة، واحتكار القضاء لتصفية الحسابات، وتقييد الحريات”.
وشدّد على أن “كل صمت عن الانتهاكات، وكل تخلي عن استقلالية الهيئة، لم يكن مجرد تقصير إداري، بل خيانة لتاريخ طويل من النضال خاضه القطاع دفاعا عن الحقوق والعدالة”.
وأشار إلى أن المحامين الموجودين اليوم في السجون بسبب دفاعهم عن آرائهم ومواقفهم هم شهادة حيّة على شجاعة المحاماة، ودليل على أن استقلالها واجب مقدس، لا يتجزأ ولا يساوم عليه، وفق تعبيره.
وتابع أحمد صواب “حين نستحضر حادثة اقتحام دار المحامي، ندرك أن الاستهداف تجاوز الأفراد ليطال المؤسسة برمتها، محاولة لإرهاب الدفاع وتحذير كل من يجرؤ على صون الحقوق ومواجهة السلطة. هذه الاعتداءات تكشف بجلاء أن السلطة القائمة لا تعترف بحرمة المحاماة ولا تقدر خصوصيات المهنة، ضاربة القوانين والأعراف عرض الحائط”.
وأفاد صواب بأن العميد الحالي تخلى عن دوره، فضعفت الهيئة أمام الانتهاكات، ومهدت الطريق لتقويض استقلال المهنة، مشدّدا على أن “القيادة التي تتخلى عن المبادئ تترك المحاماة تتهاوى، وتجعل الدفاع عن الحقوق مجرد كلمات بلا فعل، وتجعل من المهنة جثة هامدة في حضن السلطة، وهي رسالة واضحة لكل من يحمل مسؤولية القيادة بأن التخلي عن المبادئ يفضي إلى الهوان المهني والتاريخي”.
وأوضح بأن العميد المستقبلي يحمل على عاتقه أمانة أكبر تتجاوز الإدارة الروتينية، وعليه حماية استقلال الهيئة، تعزيز وحدتها، وحشد الصفوف دفاعًا عن المبادئ، وأن يكون قائدًا يحمي كرامة المحامين ويواجه كل ضغوط السلطة، حتى تبقى المحاماة درعًا للعدالة وصرحًا حيًّا لا يمكن المساس به، وفق تعبيره.
وتابع أحمد صواب “عليه أن يدرك أن دوره ليس مقامًا إداريًا، بل رسالة أخلاقية وسياسية، مسؤولية تجاه كل من سبقوه في الدفاع عن الحقوق، وتجاه الأجيال القادمة من المحامين الذين سيحملون الراية بعده”.
وأضاف “استقلال المحاماة لا يتحقق بالكلمات وحدها، بل بالمواقف الجريئة والعمل المتواصل، بالوحدة والوضوح، والاستعداد الدائم لمواجهة كل تهديد، الوحدة والوضوح في المواقف، والجرأة في الدفاع عن المبادئ، هي القوة الحقيقية التي تجعل المحاماة حصنًا لا ينكسر، ودرعًا يحمي الحقوق والحريات، وضمانة لبقاء دولة الحق حيّة وفاعلة”.
وطالب صواب المحامين بمعاقبة كل من تخلى عن رسالة المحاماة وكل من أدار ظهره لزملائكم في لحظات المحنة، انتخابيا.
وأكد أن “صوتكم اليوم ليس مجرد خيار شخصي، بل هو صرخة عزّ لكرامة المحاماة، وهو الدرع الذي يضمن استمرارها حامية للعدالة، وقوة حية في الدفاع عن الحقوق والحريات”.
وفي سياق متصل، قال رضا بالحاج في رسالة من سجنه “اليوم تعيش المحاماة مرحلة دقيقة منذ 25 جويلية 2021 فقد انخرطت بكل أسف في مسار استبدادي وصمتت عن انتهاكات مست مؤسسات القضاء واستهدفت حرية زملائنا و ما تبقى من استقلال القضاء”.
وكانت قد انعقدت اليوم، بمدينة الثقافة بالعاصمة، الجلسة العامة العادية للهيئة الوطنية للمحامين، وتجري الجلسة الانتخابية غدا.
ويتنافس على منصب عميد المحامين الأساتذة حسان التوكابري و محمد الهادفي ونجلاء التريكي ونضال كريّم و محمد محجوب وبدر الدين المهيري وعبد الرؤوف العيادي وبوبكر بالثابت. وذكرت الهيئة أن المحامي عبد الواحد الشتيوي قد سحب ترشحه كتابيا.