ونبّه مرصد الشفافية والحوكمة الرشيدة إلى أن العداء المعلن للسيناتور الأمريكي تجاه شخص الرئيس قيس سعيد، إنما مرجعه إلى المواقف الوطنية للرئيس التونسي في مناصرته للقضية الفلسطينية، ورفضه لمشاريع التطبيع، وانفتاحه على دول الشرق، وامتناعه عن تنفيذ إملاءات صندوق النقد الدولي.
وشدّد المرصد على أن اتحاد الشغل منظمة وطنية عمالية تونسية عريقة ومناضلة، لم تطلب في تاريخها تدخلا من القوى الاستعمارية أو الإمبريالية ضد دولتها، ولم تطلب في الحاضر، ولن تطلب في المستقبل أي استقواء بقوى دولية تطمع إلى الهيمنة والاستعمار ومصادرة حق الشعوب في تقرير مصيرها.
واعتبر أن بيان اتحاد الشغل في هذا الصدد كان ردا مفحما ومقنعا لإلجام كل تدخل أجنبي، في خلافات أبناء الوطن الواحد.
وطالب مرصد الشفافية والحوكمة الرشيدة وزارة الخارجية التونسية بإصدار بيان صارم يتضمن موقف الدولة التونسية من تصريحات سياسي أمريكي دأب على الاعتداء قولا ولفظا على شعب تونس وحكومته.
ودعا إلى حوار جدي بين الرئيس فيس سعيد وبين القوى الوطنية النقابية والسياسية، من أجل رص صفوف الشعب التونسي وتجاوز الخلافات، وتوحيد المواقف، في مواجهة مشروع استعماري يرمي إلى تفكيك المنطقة وتقسيمها وإضعافها خدمة لمشروع دولة “إسرائيل الكبرى”.
وكان السيناتور الأمريكي جو ويلسون قد نشر تغريدة يوم 22 أوت 2025 حول الاحتجاجات الأخيرة لاتحاد الشغل وصف فيها رئيس الدولة قيس سعيد بـ”الطاغية”، مشيرا إلى أن الاقتصاد في تونس في حالة كارثية وأن الفساد أصبح متفشيا، مضيفا أن الحريات أصبحت معدومة.
من جانبه، عبر المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل عن رفضه بشكل قاطع الزج باسمه واستعماله مطية للتدخل في الشأن الداخلي التونسي، وذلك ردا على تغريدة نشرها السيناتور الأمريكي جو ويلسون في علاقة بالمسيرة التي نظمها الاتحاد يوم 21 أوت الجاري.
وأكد الاتحاد أن التونسيات والتونسيين يتمتعون بقدر كبير من الوطنية والوعي، ولن يكونوا أداة في يد قوى الاستعمار الجديد لإعادة تقسيم العالم أو لتركيع الشعوب ونهب مقدراتها وتنصيب الأنظمة الموالية لها.