علق المحامي سامي بن غازي على صور أنصار رئيس الجمهورية قيس سعيّد قائلا: “نحن أمام أسوأ مشهد في تاريخ التصفيق للسلطة، بضعة أنفار فتح لهم المسرح البلدي شرفته ليعلّقوا صورًا ضخمة للرئيس، ويُحاكون احتفالًا شعبيًا لم يوجد أصلًا. مشهد رديء، فقير بصريًا وسياسيًا، بلا حرارة ولا فكرة، كرنفال من الفراغ تُراد له قداسة مصطنعة”.
تابع بن غازي: لم يعد يوم 25 جويلية عيدًا للجمهورية فحسب، بل عيدًا للسلطة نفسها، عيد “تصحيح المسار”، وعيد الدستور الجديد، واليوم الذي تحوّل إلى ذكرى شخصية تتضخم فيها الذات وتُمحى فيها الجماعة.
وأضاف بن غازي في ذات التدوينة “حتى المسرح، رمز الفن والحرية، لم يسلم: تحوّل إلى ديكور للزعيم، لا منبرًا للناس. وكل شيء من حوله بدا مصطنعًا، باهتًا، خاليًا من المعنى. الجمهور؟ حفنة من الوجوه المُنهكة، خزان التصفيق الأبدي، الذين صرخوا لكل سلطان… وتماهوا مع كل خطاب، فقط لأنهم اعتادوا أن يُقادوا لا أن يختاروا. والمفارقة أن هؤلاء أنفسهم ضحايا هذه الجمهورية: جرّدتهم من الكرامة، ثم استعملتهم كديكورٍ رمزي، لتُشرعن فشلها مرة أخرى. في هذا اليوم، لا نحتفل بالجمهورية، بل نرثيها نرثي سقوط الفكرة، وسقوط المعنى، وسقوط الاستعراض نفسه في وحل الرداءة”.

يذكر أن صورة لأنصار رئيس الدولة قيس سعيد أمام المسرح آثارت موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الجمعة الموافق ل25 جويلية 2025.

وكان أمس قد شارك عدد من السياسيين والنشطاء وعائلات المعتقلين السياسيين، في مسيرة احتجاجية وسط العاصمة في الذكرى الرابعة للتدابير الاستثنائية التي أعلنها رئيس الدولة قيس سعيد يوم 25 جويلية 2021.
وطالب المحتجون بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين، المنتمين لمختلف التيارات السياسية.