وبين الدربالي “أنّ تخصيص هذه الجلسة لموضوع التعليم العالي والبحث العلمي يأتي في إطار قناعة راسخة لدى المجلس بأهمية هذا القطاع الاستراتيجي في مسار البناء الوطني، باعتباره حاضنة للكفاءات، وفضاءً لإنتاج المعرفة، ومحرّكًا أساسياً في دفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة. فالتعليم العالي اليوم فضلا على أنه مرحلة دراسية هامة، فإنه أيضا أحد الأعمدة الأساسية لضمان سيادة الدول ومواكبتها للتطورات التكنولوجية والعلمية العالمية”.
وأضاف الدربالي قائلا “لقد دخلت بلادنا، منذ الخامس والعشرين من جويلية، مسارًا جديدًا يؤسس لتحول عميق في فلسفة الحكم وإدارة الشأن العام، مسار يضع الإنسان في صميم السياسات العمومية، ويرتكز على بناء دولة عادلة، سيّدة في قرارها، مستقلة في توجهاتها، تُوظّف كل إمكانياتها وثرواتها خدمة للمواطن، وفي مقدمتها الثروة البشرية التي تمثل رصيد تونس الأثمن وموردها الاستراتيجي”.
وشدد الدربالي على الانخراط الكامل في إنجاح المشروع الوطني لإصلاح التعليم، الذي أطلقه رئيس الجمهورية، والذي يقوم على أسس شعبية وديمقراطية ووطنية، تُؤمّن لتونس السيادة العلمية، وتصون كفاءاتها، وتكرّس مبدأ تكافؤ الفرص، وتدعم مبدأ الانتماء للمؤسسات الجامعية والبحثية التونسية ولعل أول لبناته إرساء المجلس الأعلى للتربية والتعليم.
وأكد، في هذا الإطار، على الحرص بأن يظل التعليم العالي والبحث العلمي ضمن أولويات مخطط التنمية 2026-2030، وتمكين الجامعة التونسية من كل ما يلزمها من دعم مادي وبشري وتشريعي لتستعيد مكانتها كقاطرة للإصلاح ومختبر للمستقبل.
وفي ختام كلمته، عبر الدربالي عن إدانته واستنكاره لما يتعرض له الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة من حصار جائر، وظروف إنسانية مأساوية تمثل انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق الدولية والقيم الإنسانية.
ووجه نداء إلى كافة أحرار العالم، وكل الضمائر الحيّة، من أفراد ومؤسسات ومنظمات، إلى تكثيف الجهود وتوحيد المواقف من أجل التصدي لسياسات الاحتلال، والعمل على رفع الحصار الظالم المفروض على غزة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني البطل حتى ينال حقوقه كاملة، غير منقوصة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
أخبار ذات صلة: