قال المحامي سامي بن غازي في تدوينة تشرها على حسابه بالفيسبوك اليوم السبت 28 جوان 2025 إن” الحرية لا تُستعطى هبةً من يدٍ أجنبية، ولا تُنال على موائد القوى العظمى التي لا ترى في الشعوب إلا ساحةً لمصالحها ومطمعًا لنفوذها. ومن يظن أن إسقاط الاستبداد المحلي على أكتاف المستعمر هو طريق إلى الكرامة، إنما يستبدل عبودية بأخرى، ويُلبس الطغيان عباءة الوطنية الزائفة التي تمنحه الشرعية أمام الناس”.
مضيفا بن غازي: “ما أشد الشبه بين من يصفق للظالم باسم الأمن والاستقرار، ومن يفتح للأجنبي أبواب الوطن باسم الحرية الكاذبة فكلاهما وجهان لخيانة واحدة، خيانة الإرادة الوطنية واحتقار الوعي الشعبي”.
;وتابع بن غازي في ذات التدوينة “من أخطر ما في هذا التهافت على الاستنجاد بالخارج، أنه لا يكتفي بالتضحية بسيادة البلاد، بل يعرّض حياة ناشطي الداخل للخطر، ويورطهم في شبهة الارتباط بقوى أجنبية، سواء بحكم صلاتهم المهنية أو نضالهم المشترك أو مجرد انتمائهم لصفوف المعارضة. فمن لم يَتَدبَّر عواقب أفعاله، أساء إلى رفاقه قبل خصومه، وجعل الاستبداد يلوّح بورقة التخوين ليبطش بالأصوات الحرة”.
مشيرا إلى أن “حرب غزة اليوم خير شاهد على زيف ادعاء الغرب حراسة الحقوق وحماية الحريات؛ إذ انكشف صمته المخزي وتواطؤه الفاضح، فسقط قناع التحضر المزعوم، وظهر وجهه الحقيقي، وجهٌ لا يعرف سوى لغة المصلحة والكيل بمكيالين”.

فلا يُعوّل على الغرب ولا يُراهن على عنايته الزائفة، لأنه لم يكن يومًا نصيرًا للعدالة إلا بقدر ما تخدم مصالحه وتوطّد هيمنته.
وشدد بن غازي على أن “التحرر الحق لا يولد من تواقيع السفراء ولا من جحافل الجيوش الأجنبية، بل من صبر الشعوب وإرادتها التي تأبى الانكسار، ومن نضالٍ مستقلٍ يرفض الاستبداد كما يرفض التبعية. ومن يظن أن الديمقراطية تُبنى على أنقاض السيادة، إنما يخدع نفسه ويزرع بذور التبعية التي ستخنق كل حلم بالحرية والكرامة” وفق نص التدوينة.