الدربالي: تونس الجديدة تستعيد سيادتها على مقدّراتها ونحن اليوم أمام واجب وطني وأخلاقي لا يقبل التأجيل

قال رئيس المجلس الوطني للجهات والأقاليم، عماد الدربالي، اليوم الجمعة 13 جوان 2025، إن ما تعيشه البلاد من أوضاع تنموية واقتصادية واجتماعية، يضع الجميع، كممثّلين شرعيين للشعب، أمام مسؤولية وطنية عظيمة تقتضي قراءة موضوعية للمطبات التي اعترضت مسار التنمية خلال العقود الماضية.

3 دقيقة

وبين الدربالي في كلمته الافتتاحية للجلسة العامة الحوارية بحضور وزير التجهيز والإسكان، أن ما تم وراثته عن المنظومات السابقة اختلالات عميقة في توزيع المشاريع والثروات، نتيجة خيارات مركزية غير متوازنة. لم تأخذ بعين الاعتبار حاجيات الجهات أو خصوصياتها، ممّا أفرز فجوة تنموية واسعة، وساهم في تفاقم شعور المواطنين بالغبن والتهميش، لاسيما في المناطق الداخلية والريفية. وإننا اليوم أمام واجب وطني وأخلاقي لا يقبل التأجيل، يتمثل في القطع مع الخيارات اللاوطنية، وتكريس مقاربة جديدة تقوم على التشاركية، والعدالة، والإنصاف المجالي، بما يعيد الاعتبار لكل رقعة من ترابنا الوطني، ويضمن نفاذًا منصفًا لكل المواطنين إلى الخدمات والمرافق العمومية.

واعتبر الدربالي أن النهوض بقطاع البنية التحتية يمثل محورًا استراتيجيًا ضمن الرؤية الوطنية الشاملة لإعادة بناء الدولة الاجتماعية، وتحقيق الانتقال التنموي الحقيقي، وفق منوال جديد يرتكز على المساواة في الفرص، والاستحقاق والتوزيع العادل للثروة.

وقال “لا حديث عن التنمية المستدامة دون وجود طرقات ومرافق نقل حديثة، وسكن لائق، ومدارس ومؤسسات صحية متاحة، ومناطق صناعية وتجارية متكاملة، وشبكات مياه وكهرباء وطرقات مؤمنة، تتكامل ضمن منظومة وطنية متوازنة، تجعل من البنية التحتية دعامة لتحسين جودة الحياة وتطوير مناخ الاستثمار وتحقيق الاندماج بين الجهات.

وبين عماد الدربالي، أن تونس الجديدة، تستعيد سيادتها على مقدّراتها، وتبني مؤسساتها على أساس تمثيلية فعلية للشعب في الجهات، وتتّجه بخطى ثابتة نحو إرساء نموذج سياسي وتنموي بديل، عنوانه: البناء القاعدي، السيادة الشعبية، والتوزيع العادل للثروة.

وفي ختام كلمته، قال الدربالي، ” لا يسعني إلا أن أُثمّن عالياً مواقف شعبنا في مناصرة قضايا التحرر والكرامة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، رمز النضال الإنساني من أجل الحرية. كما نحيّي أبناء شعبنا الذين انخرطوا في قافلة الدعم والصمود والتضامن، تأكيدًا على أن تونس، ستظل، كما عهدها التاريخ، منارة للحرية والعدالة والانتصار لحقوق الشعوب”.

يذكر أن قوات الأمن والجيش بسلطات شرق ليبيا قامت مساء أمس الخميس 12 جوان بإيقاف سير قافلة الصمود عند مدخل مدينة سرت، وقد تعلل المسؤولون الأمنيون بضرورة انتظار الحصول على تعليمات بالموافقة من بنغازي من أجل المرور.

وانطلقت قافلة الصمود يوم 9 جوان من تونس العاصمة في اتجاه معبر السلوم على الحدود الليبية المصرية ثم القاهرة ثم معبر رفح بهدف كسر الحصار على القطاع المحاصر وإدخال المساعدات إلى سكان غزة وهي تضم أكثر من 1700 شخص من جنسيات مغاربية مختلفة.

تنويه

بمشاركة

لا يوجد مساهمين

مقالات مشابهة​