حزب العمال: آفة التعذيب مازالت مستوطنة بعمق في ذهنيّة وممارسة المؤسّسة الأمنية التونسية

أفاد، اليوم الخميس 8 ماي 2025، حزب العمال، بأن "آفة التّعذيب مازالت مستوطنة بعمق في ذهنيّة وممارسة المؤسّسة الأمنية ببلادنا".

3 دقيقة

وأضاف حزب العمال، في بيان أن المؤسسة الأمنية “بقيت على حالها ولم تخضع بعد الثّورة لإعادة تنظيم شاملة على أسس ديمقراطيّة تجعل منها مؤسّسة جمهوريّة في خدمة الشّعب لا في خدمة أقليّة استغلاليّة نهّابة وعميلة”.

وشدّد على أن التعذيب “أسلوبُ حكمِ كلّ نظام استبداديّ، دكتاتوريّ وفاشستيّ، يهدف من خلاله إلى السّيطرة على الطبقات والفئات الشّعبيّة وفرض الصّمت عليها عبر التخويف والتّرويع حّتى تُجرّد من كافّة وسائل الدّفاع عن مصالحها المنتهكة”.

وتابع في بيانه “وهو ما تتّجه إليه اليوم منظومة قيس سعيد الاستبدادية، الفاشلة، التي لا ترى لنفسها حاضرا ولا مستقبلا دون قمع ودون توظيف ممنهج لجهازي الأمن والقضاء. وليس أدلّ على ذلك من تقارير المنظّمات الحقوقيّة الوطنيّة التي تُؤَكّد استمرار ظاهرة ممارسة التعذيب وسوء المعاملة سواء في المراكز الأمنية أو في السّجون أو في الشّارع”.

ودعا حزب العمال القوى الدّيمقراطيّة التقدميّة أحزابا ومنظّمات وشخصيّات إلى مواصلة النّضال من أجل فرض يوم 8 ماي يوما وطنيّا رسميّا لمناهضة التّعذيب.

كما دعاها إلى توحيد الجهود من أجل التصدّي لاستمرار ظاهرة التّعذيب ووقف “سعي سلطة الانقلاب المحموم إلى مصادرة مكسب الحريات مصادرة تامّة” والمطالبة بإطلاق سراح كافة معتقلي/معتقلات الرّأي واحترام شروط المحاكمة العادلة واستقلالية القضاء وتنظيم التعبئة وتقويتها من أجل التخلّص من “منظومة الاستبداد” وإقامة جمهورية ديمقراطية شعبية بحق تضمن الحرية والحقوق الأساسية والكرامة لكافة أبناء الوطن وبناته.

يذكر أن اليوم 8 ماي يتزامن مع اليوم الوطني لمناهضة التعذيب، وذكرى وفاة نبيل البركاتي مناضل حزب العمّال الذي وقع تعذيبه حتى الموت بمركز شرطة قعفور بولاية سليانة.

وتم إيقاف البركاتي يوم 28 أفريل 1987 على خلفيّة توزيع الحزب بيانا، في خضمّ المواجهة بين نظام بورقيبة وحركة الاتجاه الإسلامي، بعنوان “الصّراع الدّستوري الخوانجي لا مصلحة للشّعب فيه”، وفق ما ورد في بيان حزب العمال.

تعرّض نبيل البركاتي خلال ما لا يقلّ عن عشرة أيّام لتعذيب وحشيّ من رئيس المركز ومساعِدَيْه بهدف إجباره على الإبلاغ عن رفاقه بالجهة، لكنه رفض ذلك.

وبعد وفاته تم إلقاء جثته قرب سكّة القطار، تحت قنطرة، بعد أن أطلقوا رصاصة في رأسِه وعقلِه مكرّسين التّناقض الأزلي بين عقل المناضل الحرّ وهمجيّة الجلّاد، الجبان والخسيس، وفق المصدر ذاته.

تنويه

بمشاركة

لا يوجد مساهمين

مقالات مشابهة​