كما دعا، في بيان، إلى رصد الإمكانيات المالية المستوجبة حتى وإن تطلّب الأمر رصد ميزانية استثنائية لفائدة المرفق التربوي العمومي.
وشدد الائتلاف التربوي التونسي على تفعيل مشروع صندوق تمويل التعليم والإصلاح التربوي الذي تضمّنه قانون المالية لسنة 2024 وكان ثمرة حملة أطلقها الائتلاف التربوي التونسي من أجل الترفيع في الإنفاق على التعليم ودعم خلالها المبادرة التشريعية القاضية بإحداث هذا الصندوق، وفق نص البيان.
وأكد ضرورة القيام بحملات توعوية وتعبوية تلفت أنظار الرأي العام إلى المخاطر المحدقة بسلامة التلاميذ الجسدية ومستقبلهم التربوي والحياتي.
ودعا إلى تغيير السياسات المعتمدة تغييرا جذريا والقطع مع التهميش الممنهج الذي يتعرض له المرفق التعليمي العمومي وتحويل المؤسسات التربوية إلى فضاءات آمنة تحمي الحق في الحياة وتوفر سبل تعليم راق ورائق مكفول للجميع مدى الحياة.
ويحيي الائتلاف التربوي التونسي انطلاقا من اليوم، أسبوع العمل العالمي للتّعليم وهو أسبوع دأبت الحملتان العربية والعالمية للتعليم على الاحتفاء به سنويّا لمزيد تسليط الأضواء على إحدى قضايا التعليم الحارقة وقد تمّ الاختيار هذا العام على قضية التعليم زمن الطوارئ ورفع شعار “لأن التعليم هو الحياة فلنحم التعليم في حالات الطوارئ”.
وأفاد الائتلاف بأن مشاكل التعليم ومعضلاته ليست حكرا على الدول التي تعاني ويلات الحروب فحسب، بل هي ميزة أضحت ملازمة لأغلب دول الجنوب التي ترزح تحت نير سياسات نيوليبرالية متوحشة أضحت المرافق العمومية وعلى رأسها مرفق التعليم آخر اهتماماتها فشحّ إنفاقها عليه وانعدمت رعايتها له ووضعه كأولويّة من أولويّاتها الاستراتيجيّة وضعفت مردوديته وتصاعدت نسب الانقطاع عنه وتهاوت بناه التحتية نتيجة سياسة التهميش واستشراء الفساد وانعدام صيانتها وتعهدها ومثاله ما حدث مؤخرا بمدينة المزونة وأزهقت نتيجته أرواح ثلاثة تلاميذ بالإضافة إلى عدد من الجرحى وضحايا الصدمة النفسية القاسية.
واعتبر أن ما حدث بالمزونة ليس مجرّد حدث عابر بل هو خطر يهدّد أغلبيّة المؤسسات التربويّة في تونس التي تبقى عرضة إلى تكرار هذا الحادث المأساوي ما لم تبادر السلطات إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات على المديين القريب والمتوسط من شأنها توفير بيئة تعليمية آمنة تضمن حقّ بناتنا وأبنائنا في التعليم جنبا إلى جنب ضمان حقهم في الحياة، وفق ما ورد في البيان.
يذكر أن المزونة من ولاية سيدي بوزيد قد شهدت في الأيام الماضية حالة من الاحتقان والاحتجاجات على خلفية وفاة 3 تلاميذ بمعهد المزونة بسبب سقوط جزء من سور المعهد.