“كسيبنتي في الحياة زوز اولاد واحد اتسلمتو هيكل عظمي ماغير حتى أسنان بعد شهرين من الفقدان و ما نعرش إذا كان فعلا ابني أم لا و الثاني لليوم مفقود بعد ما اختاروا الهجرة غير النظامية في شهر الماي 2024 بحثا عن حياة أفضل ” هذه كانت شهادة الأب فيصل الشورطاني الذي اكتوى بنار فراق اثنين من أبنائه و هو واحد من بين عائلات 38 مفقود في مركب هجرة غير نظامية يتقاسمون نفس الألام و يحلمون بالكشف عن مصير أبنائهم.
لعل البطالة وانخفاض الأجور وتدنّي المستوى الاقتصادي والمعيشي الدافع الأساسي لـ هجرة هؤلاء الذين خاطروا بحياتهم في عرض البحر باحثين عن مستقبل أفضل حتى و إن كان ذلك في رحلة مجازفة يكون مآلها اللاعودة ويصبح بذلك الموت في عرض البحر أقل قسوة من الموت في وطن لهم فيه حقوق مسلوبة.
يقول فيصل إنه بتاريخ 4 ماي 2024 إختارا اثنين من أبنائه وهم يزاولون تعليمهم بالبكالوريا الهجرة نحو أوروبا الحلم تاركين الأهل و الأصدقاء مدفوعين بوهْم حياة أفضل.. وهم حول حياتهم إلى مأساة.
تم الاتصال بي بتاريخ 25 جويلية الإعلامي بالعثور على جثة أحد أبنائي المفقودين لم أجد إلا هيكلا عظميا لا يحمل أي آثار تثبت أنه ابني… لا لحم ولا أسنان
أما عن فقيده الثاني تحدث الأب بكل لوعة و ألما أنه و منذ 10 أشهر يطرق الأبواب بحثا عن بصيص أمل يقوده إلى معرفة مصير ابنه مطالبا السلطات التونسية بالكشف عن ملابسات فاجعة ماي 2024 .
بعيون تذرف الدموع و قلب احترق فؤاده من الشوق و الألم قالت والدة أحد المفقودين في تصريح لكشف ميديا اليوم الخميس 7 فيفري 2025 على هامش تنظيم عائلات المفقودين في فاجعة ماي 2024 ندوة صحفية إن ابنها كان ضمن 38 شابا هاجروا بطريقة غير نظامية نحو إيطاليا.
أضافت أن رغبته في الهجرة لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتيجة تراكمات اقتصادية واجتماعية وسياسية تعاني منها البلاد.
واجه ابني التمييز والفقر و التهميش فكانت الهجرة هي أمله الوحيد.
أفادت محدثتنا بأن ابنها مفقود منذ شهر ماي 2024 إلا أن هاتفه أيام 18 و 19 و 20 جوان فُتِح وتم الاتصال بأحد الأشخاص من رقم هاتفه و هو ما يثير عديد الشكوك حول اختفاء فلذة كبدها.
“حرقة” أبنائنا تحولت إلى حُرقة في قلوبنا 38 أم مشوية 38 عائلة حياتهم تحطمت ” هكذا عبرت شقيقة أحد المفقودين في ذات المركب
قالت إنهم سلكوا كل الطرق و طرقوا كل الأبواب لعلهم يظفرون بحقيقة إختفاء أبنائهم إلا أنهم إلى اليوم و منذ 10 أشهر لازالوا في النقطة صفر حيث لا جديد يذكر و لا معلومة أكيدة تثبت أو تنفي وجودهم على قيد الحياة.
” لن يهدأ بالنا و لن تخمد النار التي بداخلنا إلا عند معرفة مصير 38 مفقود و حل اللغز”
مؤكدة أن المفقودين هاجروا بحثا عن حياة أفضل بعد ما عانوه من إحتياج وخاصة في الوطن الأم.
لا ندري إن كان علينا أن نلوم الشباب الذي ابتلعه البحر مع أحلامه التي أبحر من أجلها أم الدولة التي لم تبحث بعد عن حلول جذرية لتحسين ظروف العيش في تونس’ وضمان حياة كريمة لأفرادها؟ فهل مازلتم تتذكرون فاجعة 18/18؟ قبل أكثر من سنتين…
فاجعة ماي 2024، تذكرنا بغرق قارب كان يحمل عددًا من المهاجرين غير النظاميين في جرجيس سنة 2022،راح ضحيتها 18 مهاجرًا، ومن بينهم رضيع و أضحى حينئذٍ خبر العثور على جثة أحد ضحايا المركب خبرا “مريحا” لعائلات الضحايا …ألم يحن الوقت للدولة أن تضع حدا لهذه المأساة.
المزيد
في اليوم العالمي للمهاجرين.. أمهات تطالبن بمعرفة مصير أبنائهن