أعلنت، اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر 2024، وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إعادة المعتقل رضا بن صالح اليزيدي من سجن غوانتانامو إلى تونس.
وأضافت الوزارة، في بيان، أنه تم نقله أمس إلى بلده بعد التشاور مع الحكومة التونسية.
وأشارت إلى أنه لا يزال يوجد 26 معتقلا من بينهم 14 مؤهلون للنقل.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن رضا بن صالح اليزيدي البالغ من العمر 59 سنة، تقرر أنه مؤهل لإعادته لبلده إثر “عملية مراجعة دقيقة بين الوكالات”، بعد أكثر من 22 عاما من إحضاره لأول مرة إلى المعتقل.
ويقع معتقل غوانتانامو في خليج غوانتانامو في كوبا، وبدأت السلطات الأمريكية في استعماله في 2020 وخُصّص لمن يشتبه في كونهم إرهابيين وذلك على خلفية أحداث سبتمبر 2001 واستهداف مركز التجارة العالمي.
ويعتبر هذا المعتقل من المعتقلات “سيئة السمعة” نظرا للتعذيب الوحشي الذي يتعرّض له المعتقلون داخله وانتهاكات حقوق الإنسان، حسب تقارير منظمات حقوقية.
ويعتبر مراقبون أن معتقل غوانتانامو تنمحي فيه جميع القيم الإنسانية وتنعدم فيه الأخلاق ويتم معاملة المعتقلين بقساوة شديدة مما أدى إلى احتجاج بعض المنظمات الحقوقية الدولية إلى استنكارها والمطالبة لوقف حد لهذه المعاناة وإغلاق المعتقل بشكل تام، ووصفته منظمة العفو الدولية بأنه يمثل “همجية هذا العصر”.
من هو رضا بن صالح اليزيدي؟
تونسي من مواليد جانفي 1965 في معتمدية النفيضة من ولاية سوسة، غادر تونس عام 1997 إلى إيطاليا حيث تزوج من إيطالية، ثم توجه إلى أفغانستان حيث استقر فيها وقاتل مع تنظيم القاعدة.
حصل اليزيدي على تدريب مكثف في استخدام الأسلحة والمتفجرات، وشارك في الأعمال القتالية ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف.
يحمل اليزيدي أيضا إسم “أبو سيف الإسلام”، وعمل حارسا خاصّا لبعض القيادات الكبرى في تنظيم القاعدة، من بينهم أسامة بن لادن.
حارب في البوسنة، وله صلات واسعة مع الجماعات الإرهابية، واتصالات كثيرة بكبار قادة تنظيم القاعدة.
سنة 2002 تم إيقاف اليزيدي وأودع معتقل غوانتانامو.
وتمت الموافقة على نقل اليزيدي منذ عام 2007، من قبل إدارتي جورج دبليو بوش وباراك أوباما، بحسب منظمة “هيومن رايتس فيرست”. لكن لم يتم إبرام صفقة للإفراج عنه، وظل اليزيدي في السجن لأكثر من عقد بعد ذلك القرار.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى قد قررت تعليق قرار يقضي بالإفراج عن 5 أشخاص مسجونين في غوانتانامو من بينهم اليزيدي.
محاكمة اليزيدي لم تقتصر على الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تمّت أيضا محاكمته في تونس بتهم إرهابية، وفي 26 جانفي 2005 أصدر القضاء العسكري حكما غيابيّا بالسجن لمدة 20 سنة في حقه بتهمة خدمة منظمة إرهابية تعمل في الخارج، إضافة إلى 5 سنوات من الرقابة الإدارية وتجريده من حقوقه المدنية.
يذكر أن دليل الإدانة الذي استعمله القضاء العسكري ضد اليزيدي هو اعترافات قدمها عدد من المتهمين الموقوفين، الذين أكّدوا أنهم التقوا باليزيدي في معسكر حربي بأفغانستان، وأنهم خضعوا لتدريب عسكري استعدادا للعودة إلى تونس من أجل القيام بعمليات إرهابية فيها.