يوافق اليوم 18 ديسمبر 2024 اليوم العالمي للمهاجرين و هو تاريخ يذكرنا في حجم التحديات والصعوبات التي يواجهها عدد من المهاجرين يطمحون لبناء حياة جديدة في أرض أخرى بعيدا عن الأهل و الأصحاب حيث يرحلون قسرا بحثًا عن الأمان و التشغيل والفرص الأفضل التي تضمن لهم العيش الكريم بعد أن أجبرتهم الحروب أو الظروف الاقتصادية والاجتماعية والمناخية على الرحيل.
بهذه المناسبة انتظمت اليوم وقفة تضامنية أمام المسرح البلدي ضد سياسات الطرد الجماعي للمهاجرين التونسيين ومن أجل الحقيقة أمهات المفقودين و للمطالبة بإيقاف التتبعات ضد كل المتطوعات.ين في العمل الإنساني.
حيث اعتبر عماد السلطاني رئيس جمعية الأرض للجميع في تصريح لكشف ميديا أن البحر الأبيض المتوسط أصبح مقبرة للمهاجرين قائلا: ليس هناك مهاجر غير شرعي بل هناك سياسات غير شرعية من طرف الاتحاد الأوروبي.. نتساءل اليوم اولادنا وين من حق العائلات بش تكون عندها إجابات”.
العائلات بدورها اكتوت بنار فراق أبنائها الذين لا علم لهم بمصيرهم و طرقوا كل الأبواب لكن لا من جديد و لا من مجيب ليبقى البحث متواصل عن بصيص أمل لإيجاد ذويهم الذين هاجروا نحو إيطاليا عبر سواحل تونس بحثا عن مستقبل أفضل.
تحدثت سيدة بلوعة وهي والدة شاب كان ضمن 38 شابا هاجروا بطريقة غير نظامية نحو إيطاليا ليتم فيما بعد انتشال 8 جثث فحسب و بقاء 30 شابا في عداد المفقودين.
وأضافت لكشف ميديا أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية السيئة التي تعيشها العائلة أجبرت ابنها على الهجرة بعد أن واجه التمييز والفقر و التهميش فكانت الهجرة هي امله الوحيد في غد أفضل.
أم اخرى اكتوت بنار فراق اثنين من أبنائها الذين اختاروا الهجرة نحو إيطاليا قائلة “أولادنا كلاها البحر” كان باعوهم أعضاء قولولنا
من جهته اعتبر الناطق الرسمي بإسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر أن هذه الوقفة جاءت ضد سياسات الطرد الجماعي للمهاجرين التونسيين ومن أجل الحقيقة أمهات المفقودين و ضد سياسات تجريم التضامن وتجريم العمل المدني وللمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين,ات وإيقاف التتبعات ضد كل المتطوعات.ين في العمل الإنساني.
يذكر أن عددا من النشطاء يواجهون اليوم تهما خطيرة بسبب “عملهم المدني ” في علاقة بالمهاجرين على غرار شريفة الرياحي رئيسة جمعية تونس أرض اللجوء و سعدية مصباح رئيسة جمعية منامتي.
في ذات السياق أصدرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بيانا دعت فيه جميع الأطراف المعنية بملف الهجرة، من مجتمع مدني وسلطات حكومية وشركاء دوليين، إلى “جعل هذا اليوم العالمي فرصة لإعادة النظر في السياسات الحالية للهجرة وبناء مستقبل يرتكز على العدالة الاجتماعية واحترام الكرامة الإنسانية.
كما أكدت ضرورة “محاربة كل أشكال العنصرية وخطاب الكراهية الموجه ضد المهاجرين من خلال حملات توعية مجتمعية”، فضلا عن تعزيز التعاون الإقليمي والدولي من أجل ” بناء سياسات هجرة تحترم الكرامة الإنسانية وتحمي الفئات الأكثر ضعفاً”.
بينما لا تزال العائلات تبحث عن أبنائها المفقودين منذ سنوات مازالت الشواطئ إلى حد هذه الساعة تلفظ جثث مهاجرين آخرين