جمعية تقاطع: ما وقع مع الطالبة مودة الجماعي يمثل انتهاكًا لحقوق الإنسان وخرقًا للفصل 35 من الدستور

شددت جمعية تقاطع من أجل الحقوق والحريات، اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024، أن ما وقع مع الطالبة مودة الجماعي يمثل انتهاكًا لحقوق الإنسان، حيث إن إيقافها بصفة فجئية دون سابق إعلام أو اتباع الإجراءات المنصوص عليها في القانون يُعد نوعًا من الاعتقال التعسفي الذي تحضره المادة 9 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، كما يشكل خرقًا للفصل 35 من الدستور التونسي لسنة 2022، والذي ينص على أنه "لا يمكن إيقاف شخص أو الاحتفاظ به إلا في حالة التلبس أو بقرار قضائي. ويُعلَم فورًا بحقوقه وبالتهمة المنسوبة إليه، وله أن ينيب محاميًا. وتحدد مدة الإيقاف والاحتفاظ بالقانون."

4 دقيقة

شددت جمعية تقاطع من أجل الحقوق والحريات، اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024، أن ما وقع مع الطالبة مودة الجماعي يمثل انتهاكًا لحقوق الإنسان، حيث إن إيقافها بصفة فجئية دون سابق إعلام أو اتباع الإجراءات المنصوص عليها في القانون يُعد نوعًا من الاعتقال التعسفي الذي تحضره المادة 9 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، كما يشكل خرقًا للفصل 35 من الدستور التونسي لسنة 2022، والذي ينص على أنه “لا يمكن إيقاف شخص أو الاحتفاظ به إلا في حالة التلبس أو بقرار قضائي. ويُعلَم فورًا بحقوقه وبالتهمة المنسوبة إليه، وله أن ينيب محاميًا. وتحدد مدة الإيقاف والاحتفاظ بالقانون.”

وأضافت جمعية تقاطع أن مودة الجماعي قد تعرضت لمعاملة مهينة من قبيل التوعد بالعنف والتعذيب اللفظي والمادي، وهو ما يشكل انتهاكًا للحرمة الجسدية ويتعارض مع مضمون الدستور التونسي في فصله الخامس والعشرين، حيث جاء فيه: “تحمي الدولة كرامة الذات البشرية وحرمة الجسد، وتمنع التعذيب المعنوي والمادي. ولا تسقط جريمة التعذيب بالتقادم.”

وأوضحت جمعية تقاطع أن إيقاف مودة الجماعي جاء على خلفية ممارستها لحقها في حرية الرأي والتعبير من خلال المشاركة في احتجاج سلمي ومشاركتها لمنشورات ناقدة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو حق تحميه المادة 20 فقرة 1 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: “لكل شخص حق في حرية الاشتراك في الاجتماعات والجمعيات السلمية.”. بالإضافة إلى المادة 21 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. كما يكفل الدستور التونسي في الفصل الثاني والأربعين أن “حرية الاجتماع والتظاهر السلميّين مضمونة.”وأخيرًا، يعد هذا انتهاكًا للمادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، التي تنص في فقرتها الأولى على أن “لكل إنسان حق في اعتناق آراء دون مضايقة.” ويشمل هذا الحق حرية مناقشة الشؤون العامة وتنظيم تجمعات واجتماعات سلمية.

وفي 24 سبتمبر 2024، سمعت مودة الجماعي أحاديث حول إمكانية اعتقالها بسبب مشاركتها في الاحتجاجات الأخيرة. وفقًا لشهادتها، وعند مغادرتها منزلها في صباح ذلك اليوم، لاحظت تواجد سيارة عادية وغير مميزة تراقبها. وحسب روايتها انتظرت حوالي 15 دقيقة لوصول سيارة أجرة وعندما وصلت السيارة، تقدمت مباشرة نحو مودة، متجاوزة فتاة أخرى كانت تنتظر قبلها. طلبت مودة من سائق الأجرة أن يوصلها إلى صالة رياضية في قابس، حيث تعلم بوجود كاميرات مراقبة هناك، خوفًا من التعرض للاعتقال بصفة فجئية.

وعند نزولها من السيارة، اقترب منها شخصان يرتديان ملابس مدنية وأخبراها بأنهما من قوات الأمن وأنه يتوجب عليها مرافقتهم. حيث رفضت ذلك وطلبت منهما الاستظهار بما يفيد أنهما من الشرطة، إلا أنهما رفضا ذلك وتم اقتيادها عنوة إلى إقليم الحرس الوطني مع تعنيفها لفظيا.

وأضافت تقاطع أنه أثناء وصولها طلبت منهم تمكينها من حقها في إجراء مكالمة هاتفية، حيث تم تمكينها من ذلك واتصلت بمحاميها. من ثم تمت مصادرة هاتفها المحمول. بعد فترة، شعرت بضيق في التنفس وتعكر حالتها الصحية، وطلبت المساعدة، لكن أحد الأعوان أخذ محفظتها ورفض إعادتها، متهمًا إياها بالكذب والتمثيل.

بعد ذلك انطلقوا في محاصرتها بالأسئلة واستجوابها حتى قبل وصول المحامي. وبعد حضوره وانتهاء التحقيق معها، قررت النيابة العمومية إيداعها السجن المدني بڨابس. أين قضت الليلة هناك قبل عرضها على القضاء في اليوم الموالي.

وتروي كذلك مودة الجماعي أن الليلة التي قضتها في السجن ساهمت في مزيد تدهور حالتها الصحية علاوة عن الترهيب الذي تعرضت له منذ لحظة اعتقالها حتى دخولها السجن.

وفي 25 سبتمبر 2024، تقرر الإفراج عنها والإبقاء عليها في حالة سراح في انتظار تحديد موعد للجلسة القادمة.

تنويه

بقلم

Picture of هدى بوغنية

هدى بوغنية

صحفية تونسية متحصلة على الإجازة في الاتصال مهتمة بقضايا حقوق الإنسان و بالشأن العام

بمشاركة

لا يوجد مساهمين

مقالات مشابهة​