أصدرت حركة النهضة، أمس الأحد 17 ديسمبر 2023، بيانا بمناسبة الاحتفال بالذكرى 13 للثورة التونسية، مشددة على أن تونس في حاجة اليوم إلى خطة إنقاذ اقتصادي وسياسي تقوم على ترتيب عقلاني للأولويات وإتاحة الفرصة للقوى الديمقراطية والوطنية من أحزاب ومنظمات ومجتمع مدني ونخب وطاقات حية ونشيطة للمشاركة في الشأن العام ورسم مستقبل البلاد دون وصاية أو إقصاء.
وأضافت حركة النهضة أن هذه الخطة يجب أن تحتكم إلى “الإختيار الشعبي بعد تنقية المناخات السياسية والإجتماعية والكف عن الاعتقالات والمحاكمات السياسية وكل ضروب التضييق على الحريات العامة والفردية حتى نضمن لبلادنا بلوغ بر الأمان بعد أن حادت عن طريق الانتقال الديمقراطي منذ انقلاب الخامس والعشرين من جويلية الذي عطل المسار رغم ادعاء تصحيحه، ووفر أرضية لعودة الاستبداد وقوى الثورة المضادة”.
كما اعتبرت النهضة بأن تونس تعيش “أزمة عميقة ومركبة تزداد معها المخاوف على الحاضر والمستقبل وتتأكد فيها الحاجة للاستلهام من روح ثورة الحرية والكرامة لمواصلة النضال من أجل سلطة الشعب وسيادة القانون وحقوق المواطنة وتحقيق التنمية والتوزيع العادل للثروة وتكافؤ الفرص والتداول على المسؤولية وحرية المبادرة والإبداع”.
وذكرت النهضة إنه يوم السابع عشر من ديسمبر سنة عشر وألفين وفي مدينة سيدي بوزيد(مدينة مناضلة من مدن تونس القرن الواحد والعشرين) وكردة فعل طبيعية عما شعر به على أنه نيل من كرامته كشاب تونسي عمد محمد البوعزيزي إلى إضرام النار في بدنه حتى لا تطال الإهانة و”الحڨرة” ذاته الحرة وروحه الثائرة وإرادته العاملة المثابرة وحتى لا تقدر قوة على الأرض حتى لو كانت سلطة غاشمة على اغتيال حلمه بمستقبل مزدهر في وطن حر.
وقالت النهضة إن “حركة البوعزيزي المجيدة والتاريخية إيذانا بميلاد فجر جديد ونداء من الأعماق دون كلمات ولا شعارات إلى أنبل ما في مشاعر التونسيات والتونسيين أي الكرامة التي حرمت الشرائع أن تداس أو أن تنتقص وتنتهك مهما كانت الظروف والأسباب” معتبرة أنها كانت شرارة الإنطلاق لانتفاضة تحولت إلى ثورة شعبية اتسع نطاقها ومداها حتى بلغت منتهاها بسقوط نظام مستبد أضاع بوصلة الوحدة الوطنية والتنمية العادلة وصادر تطلعات الشباب للحرية والشغل والكرامة وفقد السيطرة على لوبيات المصالح وشبكات الفساد التي أضرت بمصالح الدولة وطموحات الشعب.
