إنطلقت صباح اليوم الجمعة 17 ديسمبر 2023 أشغال الجلسة العامة برئاسة إبراهيم بودربالة وبحضور رئيس الحكومة والوفد الوزاري المرافق له.
وقال رئيس البرلمان إبراهيم بودربالة، في كلمته الإفتتاحية، إن “التشخيص الموضوعي للأوضاع بالبلاد يحيل على ما تواجهه تونس من تحديات اقتصادية واجتماعية وتنموية، بعضها هيكلي وبعضها الآخر ظرفي ناجم عن مخلّفات جائحة الكورونا وانعكاساتها السلبية على مؤشرات التنمية ونسب النمو عالميا وإقليميا ووطنيا، فضلا عن تضرّرنا من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية ومجمل التطورات الجيو استراتيجية والتكنولوجية النوعية التي من شأنها أن تنعكس على فرص التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية في بلادنا كما في مختلف دول المعمورة”.
وإعتبر بودربالة إن تونس “ليست بمنأى عن هذه المخاطر” في ظل “فشل منوال التنمية القديم ومختلف السياسات التي تمّ اتباعها خلال العشرية السوداء التي كادت أن تتسبب في انهيار الدولة وتراجع الإحساس بالانتماء للوطن مقابل بروز الولاءات الحزبية والفئوية” وفق قوله.
وأضاف بودربالة أن تونس “لديها نساء ورجال ومؤسسات منبثقة عن دستور 25 جويلية 2022 وهي مقبلة بهم و بوطنيتهم الصادقة على وضع الرؤى الاستشرافية ورسم الخطوط العريضة للإصلاح في شتى المجالات التنموية وخاصة الإصلاحات المُحكمة التي تتصل بالتنمية في الجهات، وتعزيز مقومات العيش الكريم، والتوزيع العادل للثروات، والعدالة الجبائية، وتنمية اقتصاد أكثر تنوعاً وقدرة على الصمود، وإدماج الاقتصاد الموازي، تحديث الإدارة وتطوير الأطر التشريعية والتنظيمية الداعمة للاستثمار”.
وبين بودربالة بأن البرلمان يتطلّع إلى أن تعرض عليه حزمة من مشاريع القوانين التي تتصل بالإصلاحات الجوهرية ذات العلاقة بالوضعية الاقتصادية في البلاد، وبقطاعات المالية ودعم الاستثمار والاصلاح الإداري متابعا “لابد من التأكيد في هذا الباب على أهمية العمل المشترك على التنزيل التشريعي للدستور بمراجعة جميع التشريعات التي أصبحت غير متلائمة مع مقتضيات الدستور وغير متماشية مع فلسفته، فضلا عن سنّ القوانين الجديدة التي يتطلبها هذا التنزيل للمبادئ والتوجّهات التي جاء بها دستور 25 جويلية 2022.
وتابع بودربالة قائلا “أجدّد التأكيد بالمناسبة على أنّنا في هذا المجلس نعمل وفق مبادئ دستور 25 جويلية. فالوظيفة التنفيذية تقوم بدورها، وتسهر الوظيفة التشريعية على ممارسة صلاحياتها بكل استقلالية مع الحرص على التناغم الإيجابي معها”.