قال رئيس الجمهورية السابق منصف المرزوقي في حوار مع صحيفة الأيام المغاربية الصادرة يوم الخميس 16 نوفمبر 2023 إن حصار غزة ما كان له أن يكون بإسرائيل وحدها.
وأضاف أنه حصار إسرائيلي مصري وهذا ما ينساه أغلب الناس.
ووصف ذلك بالفضيحة العربية قبل كل شيء, و فضيحة دولية من الناحية القانونية لأن مليوني نسمة وضعوا في السجن دون جريمة أو محاكمة. كما أنها فضيحة إنسانية لأن قتل الأبرياء المدنيين ليس وليد البارحة وإنما قتل بطيء منذ 2006 تتخلله نوبات من القتل العنيف بالجملة كما حدث في حروب 2008 و2014 و2021 وهذه الحرب الأخيرة التي هي ذروة الهمجية.
و ذكر المرزوقي أنه في حرب 2014 كان في السلطة, و اتصل بكل الرؤساء والملوك طالبا قمة استثنائية فلم يستجب لطلبه إلا ثلاثة والباقي اعتذر وفيهم من قال ل”اهتم بشؤونك”.
و قال الرئيس الأسبق إن غزة قاومت وانتصرت لوحدها.
و توقع انعقاد مؤتمر. قائلا”سنرى الحضور وسنرى خاصة هل سيرقى هذا اللقاء لما يتطلبه الوضع. نصيحتي لمن يحضر ومن سيغيب ألا يستهين بغضب الشعوب وبما سيقوله عنه التاريخ في حالة الاكتفاء ببيان باهت” و أضاف”إنه أكبر امتحان لمسؤول عربي اليوم إما يكرم فيه أو يهان إلى يوم الدين”.
و أشار المنصف المرزوقي إلى أن أحسن من وضع إصبعه على الجرح وشخص الداء الأمين العام للأمم المتحدة عندما قال ما حدث يوم 7 أكتوبر لم يخرج من فراغ .
و أكد المرزوقي وجود تفسير منطقي لما فعلته المقاومة يوم 7 أكتوبر قائلا”هو كل العنف الذي سلطته حكومة يمينية عنصرية متطرفة على الفلسطينيين. ما أغرب منطق من يحاول خنقك ويضغط كل يوم على عنقك أكثر ثم يقول لك كيف تحاول التملص وتصفعني. ثمة مثل فرنسي يقول من يزرع الريح يجني العاصفة وأضيف كطبيب وانسان وحقوقي أن من يستفظع العنف وهل ثمة أفظع من قتل النساء والأطفال يجب ألا يكون انتقائيا وأن يدين العنف الغبي الذي دفع لعنف 7 أكتوبر وخاصة أن يستنكر العنف المجرم الذي كان ردة الفعل عليه. é
و اعتبر أن “مقولة ازدواجية الغرب” غير دقيقة وحتى ظالمة و بين أن آلاف الغربيين خرجوا في أوروبا وأمريكا ومن بينهم يهود للدفاع عن حق الفلسطينيين في العيش. لا يجب أن نخلط بين حكومات بعض الدول الغربية مشيرا إلى اسبانيا والغرب ككل.
و أضاف فعلا اليمين العنصري المتطرف يريد جرنا لحرب حضارات لكنه لن ينجح لأن الصراع سياسي بين قوى مع التحرر والعدالة والمساواة بين الشعوب وقوى رجعية متخلفة منها قوى عربية.
و أفاد المرزوقي في حواره إنه بعد هذه الحرب الضروس سيكون أمام الإسرائيليين وحلفاؤهم خيارين أحلاهما مرّ وفق قوله “إما مواصلة سياسة العجرفة والبحث عن الحلول السحرية مثل التطبيع أي التطبيع مع بعض الحكومات لا مع الشعوب وأهمهم الشعب الفلسطيني وهذه السياسة هي بمثابة القبول بالحرب الأزلية التي تتخللها هدن مؤقتة وقد تنتهي هذه الحرب الأزلية بخراب كل الإقليم وفشل تام للمشروع الصهيوني أي بناء مكان آمن لليهود حيث لن يكون هناك مكان أخطر على اليهود من إسرائيل.
وإما الاعتراف بعد قرن من الانكار أن للفلسطينيين الحق في دولة قابلة للعيش وعاصمة هي القدس الشرقية لا في بانتوستان تحت وصاية المستوطنين.”
و قال إنه يتمنى سعى له كل القوى للسلام وإلا فالخطر أن تفتح جهنم أبوابها علينا جميعا وما نراه اليوم في غزة قد لا يكون إلا بداية الكابوس وفق تعبيره.
