من الصعب سماع صرخات الأطفال في غزة الآن بسبب ضجيج المذابح والغضب العارم على نطاق العالم، لكن ما سيفكرون فيه وانتقامهم، عندما تضع الحرب أوزارها، سيكون قاسيا وعشوائيا ورهيبا أيضا.
هذا ما قاله معلق الشؤون الخارجية بصحيفة غارديان البريطانية سيمون تيسدال في مقال له بالصحيفة، وفق ما نقلته الجزيرة نت.
وأورد تيسدال أن أطفال غزة يتم قتلهم وتشويههم وصدمتهم ساعة بساعة، بينما يفشل “قادة دولنا” في التدخل، مضيفا أن ما يحدث لهؤلاء الأطفال يمثل مشكلة لكل البشر، وعلى الجميع ألا ينظر بعيدا.
وقال إنه وبعد فترة طويلة من انتهاء هذه الحرب، سيتم تذكر الوفيات العنيفة لآلاف الأطفال وتشويه عقول وأجساد الآلاف الآخرين على أنه فشل ملحمي لضمير الإنسانية والذي قد يدفع الجميع ثمنه في النهاية.
وأضاف أن هذا الفشل هو فشل للسياسة والأمن الجماعي والقانون الدولي، كما أنه فشل أخلاقي عميق الجذور يجب على الجميع أن يتقاسموا بعض اللوم عليه.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا دعت في بيان مشترك إلى “الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين”، ومع ذلك فهي تعلم جيدا أن العكس يحدث الآن أمام أعينها في غزة”.
وأورد الكاتب أرقاما عن القتلى والمصابين من الأطفال ووتيرة حدوث ذلك على مدار الساعة، معلقا بأن وراء هذه الأرقام المهولة الصارخة يكمن عالم من الألم.
ونقل عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن أطفال غزة يعانون من “مستويات قياسية من الصدمات النفسية والترهيب، وأن كثيرا منهم بلا مأوى ويفتقرون إلى الغذاء ومياه الشرب المأمونة، أو أجبروا على الفرار جنوبا تحت النار، مما زاد من حدة الصدمات التي يتعرضون لها”.
وأضاف أن الصحة النفسية لأطفال غزة دون سن 18 عاما، والذين يشكلون 47% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، في أزمة منذ سنوات، مضيفا أن4 من كل 5 أطفال يقولون إنهم يعانون من الاكتئاب أو الحزن أو الخوف وهو تدهور حاد مقارنة بدراسة صدرت عام 2018.